حذرت ثلاث منظمات إغاثة كبرى تعمل في السودان، أمس، من أزمة جوع ذات مستويات تاريخية تشهدها البلاد، حيث أُجبر العديد من العائلات على أكل أوراق الأشجار والحشرات، منددة بموقف اللامبالاة الذي يتخذه المجتمع الدولي.
وفي بيان مشترك قال كل من المجلس النرويجي للاجئين، والمجلس الدنماركي للاجئين، ومؤسسة ميرسي كوربس العاملة في مجال الإغاثة الإنسانية في السودان: يشهد السودان أزمة جوع ذات مستويات تاريخية غير مشهودة.. ومع ذلك، فإن الصمت يصم الآذان ويموت الناس من الجوع كل يوم.
وأضافت المنظمات: إننا ندعو المجتمع الدولي بشكل عاجل إلى معالجة أزمة الجوع الهائلة داخل البلاد، لافتة إلى أن الاهتمام والتحرك الدوليين أقل من اللازم ومتأخران للغاية، وحتى الآن لم يتم تمويل خطة الاستجابة الإنسانية إلا بنسبة 41 %. وقالت: من المستحيل أن تعبر الكلمات عن مستوى المعاناة التي تحملها الشعب السوداني في الأشهر الأخيرة.. ولابد أن تنتهي هذه اللامبالاة.
وأفادت المنظمات في البيان، بأن أكثر من 25 مليون شخص في السودان أي أكثر من نصف سكان البلاد، يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، مشيرة إلى أن العديد من العائلات أُجبرت على أكل أوراق الأشجار أو الحشرات. وفي البيان، أوضحت منظمات الإغاثة، أن الحرب في السودان دمرت قطاعي الزراعة والثروة الحيوانية. كما شهدت فرق الإغاثة، بحسب البيان، استخدام الغذاء كسلاح على نطاق واسع في المناطق التي يسيطر عليها طرفا النزاع.
وقالت المنظمات: تحدثت فرقنا في السودان عن الخسائر الهائلة في الأرواح الناجمة عن العنف الشديد، والآن تخبرنا أن من المرجح أن تخلف المجاعة وفيات تتجاوز هذا العدد من القتلى. وكانت هيئة تدعمها الأمم المتحدة أصدرت مطلع الشهر الماضي، تقريراً يفيد بأن مخيم زمزم للنازحين قرب مدينة الفاشر المحاصرة، وعاصمة ولاية شمال دارفور، يشهد مجاعة.
وخلصت مراجعة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي التي تستخدمها وكالات الأمم المتحدة، إلى أن المجاعة كانت ما زالت منتشرة في يوليو 2024 في مخيم زمزم. وأشارت إلى أن العوامل الرئيسية للمجاعة في مخيم زمزم هي النزاع وعدم القدرة على إيصال المساعدات الإنسانية.