يتشبث السودانيون ببصيص أمل يعيد طرفي النزاع إلى طاولة التفاوض مجدداً، بعد تصريحات بالعودة لمنبر جدة بعثت تفاؤلاً، وسط المعارك التي ارتفعت حدتها بين الجيش وقوات الدعم السريع، وسقوط مئات الضحايا المدنيين، فيما شلت الحياة تماماً في البلاد، وتشرد الملايين بين لاجئ خارج البلاد ونازح الى الولايات الآمنة.

ويعول السودانيون المكتوون بنار الحرب على المبادرات الدولية والإقليمية لوضع حد لمعاناتهم، وممارسة الضغط على طرفي الحرب للوصول إلى اتفاق ملزم لوقف إطلاق النار، يتم عبره إيصال المساعدات الإنسانية للعالقين في ولاية الخرطوم، والمتأثرين من الصراع المسلح في إقليم دارفوروغيرها من الولايات المتأثرة بالصراع.

ميدانياً، تواصلت المعارك، حيث نفذ سلاح الجو السوداني غارات جوية في مناطق متفرقة بمدن العاصمة الثلاث، وتركزت الضربات الجوية على تجمعات لقوات الدعم السريع في شرق النيل والمدنية الرياضية جنوبي الخرطوم، بجانب قصف تمركزات لـ«الدعم السريع» بمنطقة حلة حمد بالخرطوم بحري، فيما ردت القوات بالمدافع ومضادات الطيران الأرضية، وواصلت فرق من قوات العمل الخاص التابعة للجيش عمليات تمشيطها لمنقطة جنوبي الخرطوم والأحياء المحيطة بقيادة سلاح المدرعات بالشجرة.

ومع استمرار الاقتتال، يزداد الوضع الإنساني تعقيداً، لاسيما في ظل استهداف المنشآت الصحية والخدمية، كان آخرها قصف مستشفى «عليا» بالسلاح بأم درمان، واعتبرت نقابة الأطباء السودانيين في بيان الهجمات التي تستهدف العاملين في مجال الرعاية الصحية والمرضى والمرافق انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي، وطالبت بوقفها فوراً، خاصة في ظل انهيار النظام الصحي والتهديدات المحدقة بالصحة العامة. 

وأكدت النقابة أن استهداف المستشفيات والعاملين الطبيين ووسائل النقل الطبية وإغلاق السبيل أمام الوصول إلى الرعاية الصحية والاحتلال القسري للمنشآت وإطلاق النار على الأطباء والمرضى واحدة من أكثر سمات النزاع الحالي إثارة للقلق، إذ يتيح القانون الإنساني الدولي حماية خاصة للمستشفيات والوحدات الطبية والعاملين في الرعاية الصحية.

وناشدت المنظمات الدولية، على رأسها منظمة الصحة الدولية والصليب الأحمر والهلال الأحمر؛ لحث طرفي النزاع على اتخاذ التدابير اللازمة لحماية المدنيين، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وخلق ممرات آمنة لنقل المصابين والجثث، وتوفير المعينات الطبية لما تبقى من المستشفيات العاملة الآن.

إلى ذلك، أعلنت قوات الدعم السريع، في بيان أصدره المتحدث الرسمي باسم قوات الدعم السريع على «فيسبوك»، انضمام مجموعة من الجيش السوداني بولاية شمال دارفور إلى صفوفها.

شاركها.
Exit mobile version