ما زال الترقب على حاله في المنطقة إزاء رد متوقع من إيران و«حزب الله» على عمليتي الاغتيال في طهران وبيروت، وبدا المشهد متأرجحاً بين «الرد الحتمي» وإمكانية وقفه أو إرجائه في حال التوصل لوقف النار بغزة خلال محادثات غد الخميس في الدوحة أو القاهرة.
وتتصاعد الضغوط الدبلوماسية الغربية منذ اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والقائد الكبير في «حزب الله» فؤاد شكر ببيروت، في محاولة لتجنيب الشرق الأوسط مزيداً من التصعيد.
وكان البيت الأبيض حذّر من أن إيران قد تشنّ مع وكلائها «هجمات كبرى» على إسرائيل هذا الأسبوع، لافتاً إلى أن إسرائيل لديها تقديرات مماثلة.
وقالت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا في بيان مشترك الاثنين إنها حضّت إيران على خفض التصعيد. وانتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني هذه الدعوات، ونقلت عنه وكالة فرانس برس قوله في بيان إن بلاده «مصمّمة على الدفاع عن سيادتها… ولا تطلب الإذن من أي كان لممارسة حقوقها المشروعة». وندّد بإعلان لا يتضمّن أي مأخذ على إسرائيل ويطلب من إيران عدم الردّ.
لكن وكالة «رويترز» نقلت عن ثلاثة من كبار المسؤولين الإيرانيين إمكانية إرجاء رد إيران «على الفور» على إسرائيل في حال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. وقال أحد المصادر، وهو مسؤول أمني كبير في إيران، إن بلاده وحلفاء لها مثل «حزب الله»، سيشنون هجوماً على الفور إذا فشلت محادثات غزة، أو إذا شعرت بأن إسرائيل تماطل في المفاوضات.
ونقلت الوكالة عن المصادر، التي رفضت الكشف عن هويتها، أنه مع تزايد خطر نشوب حرب أوسع في الشرق الأوسط بعد مقتل هنية وشُكر، انخرطت إيران في حوار مكثف مع الدول الغربية حول سبل الرد وحجمه.
خفض التصعيد
وقال السفير الأمريكي لدى تركيا: إن واشنطن تطلب من الحلفاء المساعدة في إقناع إيران بخفض التصعيد. كما تحدثت ثلاثة مصادر حكومية في المنطقة عن إجراء محادثات مع طهران لتجنب التصعيد قبيل محادثات وقف إطلاق النار في غزة والتي من المقرر أن تبدأ غداً الخميس في مصر أو قطر.
وعبر مائير ليتفاك الباحث في مركز الدراسات الإيرانية بجامعة تل أبيب عن اعتقاده بأن إيران تريد تجنب حرب شاملة. وقال «الهجوم محتمل ولا مفر منه تقريباً، لكنني لا أعرف نطاقه أو توقيته».
وقال المحلل الإيراني سعید لیلاز: إن طهران حريصة على السعي نحو وقف إطلاق النار في غزة «للحصول على مكاسب (سياسية) وتجنب اندلاع حرب شاملة وتعزيز مكانة إيران».
وأضاف أنه لم يسبق لإيران وأن شاركت في عملية السلام في غزة لكنها مستعدة في الوقت الراهن لتنهض «بدور محوري». وقال مصدران: إن إيران تدرس إرسال ممثل عنها إلى محادثات وقف إطلاق النار فيما ستكون المرة الأولى منذ بدء الحرب.
ووفقاً لهما، لن يحضر الممثل الاجتماعات بشكل مباشر لكنه سيشارك في المحادثات التي تُجرى خلف الكواليس «للحفاظ على قناة تواصل دبلوماسية» مع واشنطن أثناء المفاوضات. وقال فرزين نديمي، وهو خبير بارز في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، «إيران تريد أن يكون ردها أكثر فاعلية من هجوم 13 أبريل». وأضاف أن مثل هذا الرد سيتطلب «الكثير من التحضير والتنسيق».