أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، أمس، أن العملية التي بدأها الجيش الإسرائيلي في مدينة خان يونس، أدت إلى مقتل 70 شخصاً، وإصابة أكثر من 200 آخرين، مضيفة أن بعض الجرحى في «حالة خطيرة».
ودعت الوزارة، في بيان منفصل، السكان إلى سرعة التبرع بالدم لصالح الجرحى والمرضى داخل مجمع ناصر الطبي، نظراً للنقص الحاد والكبير في وحدات الدم. وحذر البيان من أن نقص الدم يشكل «تهديداً خطيراً» لحياة المرضى والمصابين.
وبدأ جيش الاحتلال عملية برية في البلدات الشرقية للمدينة بعد ثلاثة أشهر من انسحابه من المنطقة.
وقال شهود عيان ومصادر محلية: إن الدبابات توغلت في البلدات الشرقية لخان يونس عقب مطالبة الجيش للسكان بالإخلاء فوراً من مناطق سبق أن صنفها «آمنة».
وقال شهود عيان: إن عشرات الآلاف من السكان المحليين في شرقي المدينة شوهدوا وهم ينزحون ويهربون (غالبيتهم سيراً على الأقدام) فيما شن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات على أماكن عدة في المنطقة.
وقال مسؤولون فلسطينيون: إن نحو 400 ألف فلسطيني يعيشون في المناطق المستهدفة وإن عشرات الأسر بدأت مغادرة منازلها. وأضافوا أن العائلات لم تُمنح وقتاً للمغادرة قبل بدء الضربات الإسرائيلية. وفرت الأسر ومعها بعض متاعها.
وقال الدفاع المدني الفلسطيني: إن أوامر الإخلاء الجديدة التي أصدرتها إسرائيل تُظهر أنها قلَصت حجم المناطق المخصصة للمساعدات الإنسانية في المناطق الجنوبية والوسطى من 65 إلى 48 كيلومتراً مربعاً.
تقدم للدبابات
وذكر سكان المنطقة المكتظة في جنوب غزة أن الدبابات تقدمت لأكثر من كيلومترين داخل بني سهيلا، ما أجبر السكان على الفرار تحت وطأة النيران. وقال أحد السكان بعد أن عرّف نفسه باسم أبو خالد فقط «الوضع زي يوم القيامة… الناس بتهرب تحت النار، وكتير فيه ناس موتى وجرحى في الشوارع».
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني، أن اثنتين من عياداته الواقعة في شرق خان يونس خرجتا عن الخدمة بسبب الهجوم الإسرائيلي الجديد. ووقف البعض أمام مشرحة مستشفى ناصر لوداع أقاربهم القتلى قبل دفنهم.
إلى ذلك، قالت الإذاعة العبرية إن الجيش الإسرائيلي بدأ عملية برية متجددة في خان يونس، بعد مناورة الفرقة 98 في المنطقة لنحو 4 أشهر وخروجها من المدينة في أبريل الماضي. وفي مدينة دير البلح القريبة حيث يلوذ مئات الآلاف من الفلسطينيين، ذكر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن صحافياً قُتل وأُصيب شخصان آخران في غارة جوية إسرائيلية على خيمة يستخدمها صحافيون فلسطينيون داخل مستشفى الأقصى.
وأضاف المكتب أن عدد الصحافيين الفلسطينيين الذين قضوا في القصف الإسرائيلي وصل حتى الآن إلى 163.