أدانت دولة الإمارات بشدة، أمس، التفجيرين الإرهابيين اللذين وقعا في إقليمي بلوشستان، وخيبر بختونخوا، في جمهورية باكستان الإسلامية، وأسفرا عن مقتل وإصابة العشرات.

وأكدت وزارة الخارجية، في بيان، أن دولة الإمارات تعرب عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية، ورفضها الدائم جميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وتتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية.

وأعربت الوزارة عن خالص تعازيها ومواساتها للحكومة الباكستانية والشعب الباكستاني الصديق، ولأهالي وذوي ضحايا هذه الجريمة النكراء، وتمنياتها بالشفاء العاجل لجميع المصابين.

حشود ومصلون

وأكد مسؤولون حكوميون في العاصمة الباكستانية، إسلام آباد، أمس، وقوع عشرات الضحايا بين قتيل وجريح بفعل تفجيرين انتحاريين، الأول استهدف موكباً حاشداً خلال احتفالية إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف بمنطقة ماستونغ في إقليم بلوشستان (جنوب غرب)، أما الثاني فنفذه رجلان استهدفا مصلي الجمعة داخل مسجد في إقليم خيبر بختونخوا (شمالاً).

ولاقى «تفجيرا الجمعة» في باكستان، إدانات عربية ودولية واسعة، وبأشد العبارات، وسط تجديد تضامن دول العالم مع باكستان، حكومة وشعباً، في مواجهة الإرهاب، وتأكيد مواقفها الثابتة والرافضة لكل أشكال العنف وترويع المواطنين، فيما قدمت خالص تعازيها وصادق مواساتها للحكومة الباكستانية في هذا المصاب الأليم ولأسر الضحايا، وتمنياتها سرعة الشفاء للمصابين.

تفصيلاً، وفي حصيلة أولية، أكدت مصادر رسمية، مقتل 52 شخصاً، فيما أصيب 70 آخرون بجروح خطيرة في بلوشستان، بينما أدى التفجير في خيبر بختونخوا، إلى مقتل 4 أشخاص و12 مصاباً، وانهيار سقف المسجد.

في بلوشستان، صرح ضابط الشرطة، عزام خان، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، أن التفجير استهدف أشخاصاً تجمعوا خارج المسجد. وأضاف أن ضابطاً كبيراً في الشرطة لقي حتفه ضمن الضحايا. وقال إنه تم نقل المصابين إلى المستشفيات المحلية، حيث أعلنت حالة الطوارئ، وطوقت قوات الأمن المنطقة.

فيما صرح نائب المفتش العام في شرطة بلوشستان، منير أحمد شيخ، لوكالة «فرانس برس»: «يمكنني أن أؤكد أن حصيلة القتلى ارتفعت إلى 52، وأكثر من 70 جريحاً».

بدوره، أعلن وزير الإعلام في إقليم بلوشستان، جان أشكزاي، الحداد ثلاثة أيام على الضحايا.

في خيبر بختونخوا، صرح المسؤول في الشرطة، نسار أحمد، لـ«فرانس برس»، أن «مسلحين يحملان رشاشات آلية، وقنابل يدوية، وسترات ناسفة حاولا اختراق التدابير الأمنية للمسجد». وأضاف «تم اعتراضهما على المدخل الرئيس ما أدى إلى تبادل لإطلاق النار. أحدهما فجّر سترته، فيما تمكن الآخر من دخول المسجد من نافذة». وتابع: «معظم الذين كانوا داخل المسجد تمكنوا من الهرب مع بدء إطلاق النار، لكن تفجير الانتحاري الثاني للسترة الناسفة أدى إلى انهيار سقف المسجد، ومقتل 4 أشخاص». وقال ضابط شرطة في المنطقة، نصير أحمد، إن ما يتراوح بين 30 إلى 40 شخصاً تحت الأنقاض، بعدما سقط سقف المسجد، مشيراً إلى أن هناك عملية إنقاذ جارية.

وأفادت وزارة الداخلية الباكستانية في بيان بأن الاعتداء على أبرياء أتوا للمشاركة في موكب للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف يشكل «عملاً آثماً».

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجومين الانتحاريين، لكن تقديرات مراقبين ترجّح أن حركة «طالبان»، أو أياً من الجماعات المنشقة عنها، تقف وراء تنفيذ الهجومين، بالرغم أن «طالبان» نفت أي علاقة لها بـ«تفجيري الجمعة».

يشار إلى أن الساحة الباكستانية عموماً تشهد حالة من التوتر الأمني، تحديداً في مناطق شمال وجنوب غرب البلاد (المحاذية لأفغانستان)، في ظل تصاعد التوتر السياسي، والأزمات الاقتصادية، التي تعصف بباكستان منذ أشهر، فضلاً عن التوقيت الحرج لـ«تفجيري الجمعة» مع اقتراب موعد الانتخابات العامة في البلاد.

شاركها.