أكدت دولة الإمارات، أمس، أن على بعثات حفظ السلام «اتباع نهج شامل لجميع عناصر بعثات حفظ السلام لحماية المدنيين، ومعالجة انتشار المعلومات المغلوطة والمضللة وخطاب الكراهية؛ لما تشكله من تهديد على عمليات السلام، بالإضافة إلى تطوير استراتيجيات تتعامل مع التحديات الراهنة، وتستبق التحديات الناشئة في مجال توفير الحماية».
جاء ذلك في بيان في مجلس الأمن بشأن «حماية المدنيين في عمليات حفظ السلام: دور العنصر العسكري في الوقاية والاستجابة»، نشرته البعثة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة إلكترونياً.
وقالت غسق شاهين، المنسق السياسي في البعثة، إن بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام تعد أبرز أدوات العمل متعدد الأطراف، وتجسد التضامن مع الدول المضيفة. وشهدنا تطوراً في طبيعة مهام قوات حفظ السلام والتحديات التي تواجههم، ما يقتضي مواءمة أعمالهم مع تغيرات السلم والأمن الدوليين.
استجابة للتحديات
وأكدت شاهين أن «حماية المدنيين تتطلب اتباع نهج شامل لجميع عناصر بعثات حفظ السلام، فبينما يضطلع العنصر العسكري بدور مهم في الوقاية من التحديات ضد المدنيين والاستجابة لها، إلا أن هناك عناصر إضافية تسهم في إرساء السلام. أصبح العنف بمثابة واقع يومي للعديد من المدنيين المتواجدين في الحالات المدرجة على جدول أعمال المجلس، الأمر الذي يتسبب في تدمير النسيج الاجتماعي وتقليص فرص المجتمعات المحلية في تحقيق العيش الكريم. لهذا، فحماية البعثات للمدنيين لن تكون ممكنة دون موظفي الشؤون المدنية وتواصلهم مع المجتمعات المحلية، ودون فرق المساعي الحميدة، ودون المستشارين المعنيين بحماية النساء والأطفال».
وأضافت إن «انتشار المعلومات المغلوطة والمعلومات المضللة وخطاب الكراهية يشكل تهديداً على عمليات السلام، ويتسبب في خلق الانقسامات، ويفاقم التوترات، ويؤجج الخوف بين المدنيين. ونعرب عن قلقنا إزاء انتشار هذا المحتوى الضار وتبعاتِه على عمليات السلام». أدان مجلس الأمن في قراره 2686 نشر المعلومات المغلوطة، والمعلومات المضللة، والتحريض على العنف ضد عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام، وتداعياته على أمن قوات حفظ السلام وقدرتها على تنفيذ ولاياتها.
وعليه، نرى أن نشر ضباط إعلام عسكريين يمتلكون مهارات ومعلومات حول الاتصال الاستراتيجي يساعد بعثات حفظ السلام على تحديد وتقييم هذه المعلومات والاستجابة لها بفعالية، ويدعم جهود التعامل مع توقعات المجتمعات المحلية، وإشراك الجهات الفاعلة فيها، ويسهم في تحسين العلاقات بين المجتمعات والبعثات».
تطوير استراتيجيات
وأكملت شاهين «يتعين على بعثات السلام تطوير استراتيجيات تتعامل مع التحديات الراهنة، وتستبق التحديات الناشئة في مجال توفير الحماية، فكلما كانت قوات حفظ السلام على اطلاع أفضل، كانت قادرة على الاضطلاع بدور أكثر فاعلية. وتشكل العبوات الناسفة، يدوية الصنع، والطائرات المسيرة، التي تستخدمها الجماعات المسلحة تهديداً على حياة المدنيين وقوات حفظ السلام معاً. لذلك، من المهم تزويد العنصر العسكري في عمليات السلام بالأدوات والتكنولوجيا التي تمكنه من حماية المدنيين والاستجابة للتهديدات الناشئة، مثل: برامج التنميط الجغرافي الذي يزود العسكريين بالمعلومات اللازمة للتصدي لمخاطر العبوات الناسفة يدوية الصنع».
واختتمت شاهين بتوجيه سؤال إلى وكيل الأمين العام، لاكروا، وقادة القوات الحاضرين، يتصل بالقرار 2686، الذي اعتمده المجلس بالإجماع يونيو الماضي، حيث يطلب القرار من بعثات حفظ السلام، والبعثات السياسية الخاصة التابعة للأمم المتحدة «برصد خطاب الكراهية والعنصرية وأعمال التطرف» التي تؤثر سلباً على السلام والأمن، وأن تدرج إفادات عن هذه المسائل في تقاريرها المنتظمة إلى المجلس. وعليه، نرغب بمعرفة مدى تأثير هذه الظواهر على قدرتها في تنفيذ ولاياتها، وإن كان هناك أي تصور لديها حتى الآن بشأن سُبل تنفيذ بعثات حفظ السلام لمتطلبات هذا التقرير.