لا جديد بشأن محادثات الهدنة في الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، رغم إعلان الولايات المتحدة الثلاثاء أن «الوقت حان لإبرام» اتفاق لوقف إطلاق النار، يشمل الإفراج عن الأسرى المحتجزين في القطاع، وهو ما تعطله تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، بشأن بقاء قوات الاحتلال على حدود غزة مع مصر «محور فيلادلفيا»، ومحور نتساريم، الذي يفصل شمال غزة عن جنوبها.
يقول وزير الشؤون الاستراتيجية في إسرائيل، رون ديرمر، لتلفزيون بلومبرغ، إن إسرائيل لا تستطيع ترك محور فيلادلفيا على وضعه الحالي، وهي منفتحة على أي ترتيب أمني على المدى الطويل. وأشار إلى ست نقاط عالقة في المفاوضات، معتبراً أن احتمال التوصل إلى اتفاق سيزداد حال وحدت الولايات المتحدة وإسرائيل جهودهما، لكن وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، يقف في ضفة مضادة لأي اتفاق يوقف الحرب، حيث جدد دعوته لنتانياهو إلى وقف المباحثات بشأن الصفقة. ونشر على منصة «إكس»، إن «الدولة التي يقتل رهائنها الستة بدم بارد لا تتفاوض مع القتلة بل تنهي المباحثات، و(…) تسحقهم».
ويؤكد زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، أن بقاء الحكومة الإسرائيلية الحالية يعني استمرار الحرب، مشيراً إلى أن أعضاءها لا يعرفون كيفية إحلال السلام ولا يريدونه، ويعتبر أن عدم رغبة حكومة نتانياهو في إحلال السلام «أمراً غير مقبول». ووصف ما يقوم به نتانياهو بأنه مجرد «خداع سياسي» كي يحافظ على حكومته الحالية من الانهيار.
أمام هذا الانسداد المحكم يرى مراقبون أن المفتاح في يد واشنطن، التي تحدثت منذ يومين عن إعدادها مقترحاً نهائياً لاتفاق. وفي هذا السياق، كشفت صحيفة «معاريف» العبرية أن أحد السيناريوهات المحتملة للاقتراح قد يشمل مطالبة إسرائيل وحركة حماس بالموافقة على جميع مراحل الصفقة دفعة واحدة، أي وفق صيغة بصيغة «خذها أو اتركها».
وأضافت الصحيفة أن الخطة الأمريكية «ستلغي المفاوضات بين المراحل، وتتطلب من الأطراف الموافقة عليها كاملة مرة واحدة، ما يعني إنهاء القتال وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع، ونقل السيطرة على محور فيلادلفيا إلى قوة خارجية، مع تقديم ضمانات بعدم استهداف مسؤولي حماس، بما في ذلك زعيم الحركة يحيى السنوار».
وأبرزت الصحيفة حالة التشاؤم المحيطة بمصير الصفقة، بعد مواقف نتانياهو بشأن محور فيلادلفيا. وقالت: «الاستنتاج السائد هو أن الصفقة انتهت فعلياً، وما نراه الآن هو مجرد مراسم دفنها».
ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين أن الاقتراح الأخير بصيغة «خذه أو اتركه»، الذي سيطرحه الأمريكيون «سيكون سيئاً لإسرائيل وأسوأ من الخطة الحالية التي رفضتها حماس بالفعل». وأضافت: «إذا رفضت إسرائيل العرض فقد يتبنى الأمريكيون سياسة العصا، مثل الامتناع عن استخدام حق النقض «الفيتو» في مجلس الأمن ضد قرارات معادية لإسرائيل، ما سيزيد من عزلتها السياسية».