كان من المفترض أن يشهد الثاني والعشرون من مايو 2021، ثالث انتخابات برلمانية فلسطينية، منذ تأسيس السلطة الفلسطينية، لكن تصدعات داخلية في حركة فتح أفضت إلى تأجيل العملية الديمقراطية، إلى أجل غير مسمى، لدرجة اعتقد الفلسطينيون، أنها ذهبت إلى غير رجعة.
في حينه، بررت القيادة الفلسطينية قرارها تأجيل الانتخابات، بأنه مبني على المصلحة الوطنية العليا، وظلت متمسكة بموقفها بألا انتخابات فلسطينية دون القدس، بينما عزا ممثلو الكتل الحزبية والمستقلة، السبب، إلى محاولة حزب السلطة، لملمة وترتيب أوراقه التي تبعثرت على أكثر من كتلة فتحاوية.
في الأثناء ظل الشارع الفلسطيني على موقفه، بضرورة إجرائها، مع توفر الحلول (من وجهة نظره) لمسألة القدس.
في لقائه أخيراً، مع الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية، اتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، الاتحاد الأوروبي، بالفشل في الضغط على الجانب الإسرائيلي، للسماح بإجراء الانتخابات في القدس، موضحاً أنه يشعر بالإحباط من الموقف الأوروبي بهذا الخصوص.
في الأيام الأخيرة، التقى وفد من لجنة الانتخابات المركزية، مع ممثلي الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، لبحث إجراء الانتخابات المحلية هناك، كي تكون مقدمة لانتخابات أخرى (طلابية ونقابية) وكان لافتاً أن كافة الفصائل، بما فيها حركة فتح، دعت إلى إجراء الانتخابات في القطاع، باعتبارها حقاً للفلسطينيين في كل أماكن تواجدهم.
وفقاً للقيادي في الجبهة الديمقراطية عصام أبو دقة، فهناك تأكيد بالإجماع في غزة، على ضرورة إجراء الانتخابات، حيث أبدت كافة القوى والأحزاب السياسية، استعدادها لإزاحة كل العقبات كي تمر قاطرة الانتخابات بنجاح.
ووصف أبو دقة الأوضاع في قطاع غزة، بأنها مواتية هذه الأيام، لإجراء الانتخابات، مستنداً إلى شيء من الهدوء والاستقرار في القطاع. في الشارع الفلسطيني، يرون أن الانتخابات، التي يطالبون قيادتهم بإجرائها، هي استحقاق وطني، ويفترض أن تشمل جميع المناطق الفلسطينية، وسط مطالبات للرئيس عباس، بتجديد المرسوم الرئاسي حيال العملية الديمقراطية، وأهمية أن تشرع لجنة الانتخابات بالتحضير لها.
المحلل السياسي خليل شاهين، يرى أن إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية، هو الشرط الأساسي لترتيب البيت الفلسطيني، وتغليب إرادة الشعب، مؤكداً أن ما وصلت إليه القضية الفلسطينية من تراجع في الساحة الدولية، جاء بفعل ملفات وقضايا إقليمية ودولية منافسة، ما يفرض على القيادة الفلسطينية، استعادة زمام المبادرة.