استغلت كييف اجتماعاً مع الغربيين في قاعدة رامشتاين العسكرية في ألمانيا للمطالبة بمد بلادها بما تحتاج من أسلحة ودعم في مواجهة روسيا، وتجاهل الخطوط الحمراء لموسكو عبر السماح باستخدام أسلحة بعيدة المدى في العمق الروسي، وفيما دعا حلف شمالي الأطلسي الصين إلى وقف دعم الحرب في أوكرانيا، شددت موسكو على استعدادها للعودة إلى مبادئ إسطنبول بشأن التسوية مع استصحاب الحقائق الجديدة.
وضغط الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، من أجل الحصول على المزيد من الدعم بالأسلحة، خلال اجتماع عقد أمس الجمعة، مع كبار القادة العسكريين للولايات المتحدة وأكثر من 50 دولة شريكة في ألمانيا. وقال زيلينسكي في أول ظهور له مع مجموعة الاتصال الدفاعية بشأن أوكرانيا في قاعدة رامشتاين الجوية: نحتاج إلى إجبار روسيا على السعي إلى السلام.
ودافع زيلينسكي عن توغل جيشه في كورسك، موضحاً أن العملية تساعد على إزالة خطر شن روسيا لهجوم جديد على منطقة سومي شمال شرقي أوكرانيا. وجدد زيلينسكي قوله، إن العالم لديه ما يكفي من أنظمة الدفاع الجوي المتاحة لمساعدة أوكرانيا، مشيراً إلى أن بلاده تحتاج أسطولاً أكبر بكثير من طائرات إف- 16.
وحث زيلينسكي، حلفاء بلاده الغربيين على تجاهل الخطوط الحمراء التي وضعتها موسكو والسماح لكييف باستخدام أسلحة بعيدة المدى لشن ضربات في عمق الأراضي الروسية. وأضاف زيلينسكي: نحن بحاجة إلى أن يكون لدينا هذه القدرات بعيدة المدى ليس فقط على الأراضي في أوكرانيا، ولكن أيضاً على الأراضي الروسية، نعم، حتى تكون روسيا متحمسة للسعي إلى السلام.
دعم أمريكي
بدوره، أعلن وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، عن مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 250 مليون دولار. وقال أوستن خلال اجتماع في ألمانيا للداعمين الدوليين لأوكرانيا، إن الرئيس جو بايدن سيوقع حزمة مساعدات أمنية جديدة بقيمة 250 مليون دولار لأوكرانيا، ما من شأنه زيادة القدرات لتلبية حاجات أوكرانيا المتطورة.
كما تعهدت ألمانيا بتسليم أوكرانيا 12 مدفعاً إضافياً من طراز هاوتزر 2000 ذاتي الدفع بقيمة 150 مليون يورو، وفق ما أعلن وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، في قاعدة القوات الجوية الأمريكية في رامشتاين.
إلى ذلك، دعا ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف شمالي الأطلسي، الصين، إلى وقف دعم الحرب الروسية في أوكرانيا، مشيراً إلى أن مساعدة بكين عامل مهم في استمرار الحرب.
استعداد
بدوره، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس، أن بلاده مستعدة للعودة إلى مبادئ إسطنبول بشأن التسوية الأوكرانية مع الأخذ في الاعتبار الحقائق الجديدة. وقال لافروف: لا تزال هذه المبادئ ذات صلة اليوم.. لقد قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا أكثر من مرة إنه إذا كانوا يريدون المفاوضات، فعلى الأقل دعوا الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، يلغي المرسوم الذي يحظرها.
سيطرة
ميدانياً، أعلنت كتيبة أوكرانية، أمس، أنها استعادت السيطرة على جزء من مدينة نيويورك التي سيطر عليها الروس، خلال هجوم مضاد ناجح في هذه المنطقة الواقعة في منطقة دونيتسك، في إطار تقدم نادر هناك منذ أشهر.
وقال لواء آزوف الذي يقاتل في المنطقة على وسائل التواصل الاجتماعي: بفضل المعنويات العالية والشجاعة والاحترافية التي يتمتع بها مقاتلو اللواء، تمكن آزوف من استعادة السيطرة على جزء من نيويورك.
في المقابل قالت وزارة الدفاع الروسية، أمس الجمعة، إن القوات الروسية نفذت 17 ضربة مشتركة خلال أسبوع وتمكنت من السيطرة على 7 بلدات، وآخرها زورافكا في شرقي أوكرانيا.ووفقا للوزارة فقد تمكنت القوات الروسية، خلال أسبوع، من السيطرة على بلدات كيروفو، وبتيتشي، وسكوشنوي، وكارلوفكا، وزافيتنوي، وزورافكا، وبريشيستوفكا في دونيتسك.
وقالت الوزارة إن القوات الروسية نفذت «17 ضربة جماعية بأسلحة دقيقة بعيدة المدى، بما في ذلك صواريخ باليستية تفوق سرعتها سرعة الصوت من طراز كينجال، وطائرات هجومية دون طيار، على مصانع تجميع الصواريخ، وصناعات الفضاء والطيران، ومنشآت الطاقة الحيوية، ومستودعات صواريخ ومدفعية ووقود وخدمات لوجستية»، بحسب ما ذكر موقع «سبوتنيك» الإخباري الروسي.