في تطور هو الأكبر منذ بدء الحرب بين روسيا وأوكرانيا قبل أكثر من عامين، يلوح في الأفق ملامح تعديل وزاري واسع، في أعقاب موجة استقالات وإقالات سرت في أوصال حكومة كييف، فيما هدد الروس، الغرب، بتغيير عقيدتهم النووية.
وقدم وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، استقالته، أمس، قبل تعديل وزاري مرتقب. وقال رئيس البرلمان رسلان ستيفانشوك، إن كوليبا لم يقدم سبباً لاستقالته، وإن المشرعين سيناقشون استقالته في جلستهم المقبلة. وحذا كوليبا حذو كل من وزير الصناعات الاستراتيجية، أوليكسندر كاميشين، الذي يشرف على إنتاج الأسلحة المحلية، ونائبة رئيس الوزراء للتكامل الأوروبي، أولها ستفانيشينا، ووزراء العدل وحماية البيئة وإعادة دمج الأراضي في تقديم استقالتهم للبرلمان.
وقال ديفيد أراخاميا، زعيم حزب زيلينسكي في البرلمان الأوكراني، إن أكثر من نصف الوزراء الحاليين سيطالهم التعديل الوزاري. ونقل العديد من وسائل الإعلام الأوكرانية عن مصادر لم تسمها قولها إن نائب كوليبا، أندريه سيبيا، سيصبح وزير خارجية البلاد. وأعلن الحزب الحاكم استقالة 6 سياسيين أوكرانيين على الأقل، بينهم وزراء، وإقالة مستشار رئاسي في سياق تعديل وزاري كبير.
بدوره، أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن أوكرانيا بحاجة إلى طاقة جديدة بعد عامين ونصف العام من الحرب مع روسيا، وذلك في معرض تفسيره التعديل الوزاري الذي جرى وشمل وزير الخارجية. وقال زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإيرلندي، سايمون هاريس، في كييف، إن بعضهم كان يتولى منصب وزير منذ خمس سنوات ونحن بحاجة إلى طاقة جديدة.
تغير عقيدة
في الأثناء، قال الكرملين إن روسيا ستغير عقيدتها النووية لأن الولايات المتحدة وحلفاءها في الغرب يهددونها بتصعيد الحرب في أوكرانيا ويتجاهلون مصالحها الأمنية المشروعة. وربط الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، هذه الخطوة مباشرة بالتهديدات التي تسبب فيها الغرب، متهماً الولايات المتحدة بتدمير البنية الأمنية لأوروبا بعد الحرب الباردة. وقال بيسكوف، إن الغرب رفض الحوار مع روسيا واتخذ خطاً هجومياً ضد مصالحها الأمنية في الوقت الذي كان يؤجج فيه الحرب الساخنة في أوكرانيا، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة هي التي تدير عملية إثارة التوتر. وأشار بيسكوف، إلى أن عملية تعديل العقيدة النووية لا تزال في مرحلة مبكرة، وأنه سيتم تحليل التوتر الحالي بعناية ومن ثم وضع أساس التغييرات المقترحة.
الخطوط الحمراء
بدوره، حذر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الولايات المتحدة من المزاح بشأن الخطوط الحمراء التي حددتها روسيا. وقال لافروف إن واشنطن فقدت الإحساس بالردع المتبادل الذي دعم التوازن الأمني بين موسكو وواشنطن منذ الحرب الباردة، وهذا أمر خطير. وحذرت وزارة الخارجية الروسية، الغرب وأوكرانيا، من أن موسكو سترد بشكل فوري ومؤلم للغاية في حال شنت أوكرانيا هجمات بأسلحة بعيدة المدى على الأراضي الروسية.
تطورات قتال
ميدانياً، أعلنت القوات الروسية، سيطرتها على بلدتي كارلوفكا وبريتشيستوفكا في دونيتسك. وقالت الدفاع الروسية، إن وحدات روسية تابعة لتجمع قوات المركز والجنوب حررتا بلدتي كارلوفكا وبريتشيستوفكا في جمهورية دونيتسك الشعبية وتصدت لعشرات الهجمات الأوكرانية وكبدت قواتها خسائر فادحة. كما قالت روسيا، إن القصف على مدينة بولتافا الأوكرانية استهدف مركزاً للتدريب العسكري.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن الهجوم على المعهد العسكري في بولتافا الأوكرانية استهدف جنوداً ومدربين أجانب كانوا ضالعين في هجمات على أهداف مدنية داخل روسيا. كما أسفرت ضربة روسية على وسط مدينة لفيف التاريخي في غرب أوكرانيا، عن مقتل سبعة أشخاص. كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن القوات الروسية استهدفت بضربة صاروخية 4 مركبات قتالية مدرعة تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، وأنه تم تحييد نحو 80 عسكرياً أوكرانياً في مقاطعة سومي.