لم ينتظر الملياردير الليبرالي المثير للجدل، جورج سوروس، سوى ساعات قليلة على تنحي الرئيس الأمريكي جو بايدن من الترشح للرئاسة حتى أعلن بحماس دعمه للمرشحة البديلة، كامالا هاريس.
ونقلت صحيفة وول سريت جورنال تدوينة لنجل سوروس، أليكس، وهو أيضاً يدير عدة مليارديرات من ثروة والده: “حان الوقت لنا جميعًا أن نتحد حول كامالا هاريس ونتغلب على دونالد ترامب. إنها المرشحة الأفضل والأكثر تأهيلاً لدينا. يعيش الحلم الأمريكي!”.
وقال متحدث باسم جورج سوروس إن جورج سوروس يدعم أيضًا هاريس.
لكن ليس كل المانحين يشعرون بحماس لتزكية هاريس بدون منافسة حقيقية. ورغم أن سوروس، بمؤسساته وأذرعه التمويلية والإعلامية والأكاديمية، أبرز ملياردير داعم لهاريس، إلا أن المناحين الآخرين يشكلون قوة لا يستهان بها أيضاً.
نجحت كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي في جمع 50 مليون دولار لحملتها الرئاسية في أقل من يوم بعد انسحاب بايدن من السباق الرئاسي وإعلان دعمه لها مرشحة للحزب الديمقراطي.
وإذا تقرر تثبيت ترشيح هاريس في مؤتمر الحزب الديمقراطي الشهر المقبل، فإنها سترث كل احتياط الدعم المالي لحملة بايدن، والمقدّر بنحو 94 مليون دولار حتى يوليو. إذا ظهر مرشح آخر، فمن المرجح أن يبدأ هذا الشخص في جمع التبرعات من 0 دولار.
وشكل تنحي بايدن دفعة كبيرة لحملة الحزب الديمقراطي التي عاشت شهوراً محبطة وتوقعات قاتمة لاستطلاعات الرأي أمام ترامب. لذلك، حظيت هاريس بدعم سريع وواسع من رموز الحزب الديمقراطي ومليارديرات مثيرين للجدل، مثل جورج سوروس. لأنه في الحالة العادية، وفي ظروف طبيعية، لم تكن كاملا هاريس لتكون مؤهلة أساساً للترشح ولا تحظى بدعم عميق الحزب الديمقراطي، حيث جاء تعيينها نائبة للرئيس لأغراض أيديولوجية لكسب أصوات اللاتينيين والملونين والنساء.
لكن يشكك بعض المانحين الديمقراطيين البارزين في صوابية هذا التزاحم لدعم كامالا. وقد لا تتفق توجهات المتبرعين مع “التريند” الطاغي حالياًَ دعماً لهاريس ضد ترامب. وهناك بالفعل أصوات ديمقراطية بارزة، مثل الرئيسة السابقة لمجلس النواب، نانسي بيلوسي التي تحفظت على تفويض كاملا هاريس مفضلة مساراً تنافسياً وليس تزكية كامالا بدون منافسة.
في هذا السياق، قال مايك نوفوغراتز، الملياردير مؤسس شركة Galaxy Digital Holdings: “أمريكا مستعدة للتغيير”. وأضاف: “هناك الكثير مما يجب أن يحدث. يجب جمع الأموال، ويجب تنظيم حملة، ويجب إعلان الاسم المرشح”.
وبعيداً عن أضواء الإعلام، هناك نقاش من المرجح أن يخرج للعلن وقد يكون متوتراً بين أقطاب الديمقراطيين، بما فيهم المليارديرات المناهضون لترامب، وهو أن كامالا هاريس قد لا تكون أفضل المرشحين لمنافسة ترامب.
وبينما يخطط الديمقراطيون لخطوتهم التالية، يتنافس رموز الحزب والمانحون والاستراتيجيون للتأثير على من سيتم اختياره كبديل له لبايدن. ويروج البعض لفكرة أن المرشحين الآخرين غير هاريس قد تكون لديهم فرصة أفضل لهزيمة المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
العديد من القادة الديمقراطيين يعترفون أيضاً بخطر تجاوز أعلى امرأة ملونة في الحزب، والتي تتمتع بجاذبية قوية لكتلتين تصويتيتين حاسمتين، النساء والناخبين السود.
ونقلت وكالة بلومبرغ في تقرير لها عن أحد المانحين الرئيسيين الذي يعمل في وول ستريت، أن مجرد تمهيد الطريق أمام هاريس بدون منافسة لن يكون مشجعاً للناخبين الديمقراطيين. لكن طرح سبعة إلى ثمانية مرشحين على المنصة من شأنه أن يثير اهتماماً كبيراً.
وفي تصريحات لوكالة بلومبرغ، قال أربعة من كبار المانحين الديمقراطيين الذين يفضلون مؤتمرًا مفتوحًا إنه إذا حصلت هاريس على الترشيح، فإن اختيارها لمنصب نائب الرئيس سيحتاج إلى الحذر في الاختيار لكي يكون مساعداً في تحقيق الانتصارات بالولايات المتأرجحة.
وتشير المعطيات إلى أن كبار المانحين قد يمررون ترشيح هاريس بسهولة، لكن سيتفاوضون بقوة على المرشح لمنصب نائب الرئيس.
يرى تري بيك، المتبرع الديمقراطي والمدير الإداري السابق لشركة الاستثمار DE Shaw، يدعو إلى إجراء مسابقة لتحديد مرشح الحزب الديمقراطي. وقال إنه إذا خرجت هاريس منتصرة في المنافسة الداخلية “فسأمشي على الجمر لرؤيتها رئيسة منتخبة”.
أموال كبيرة
منحت لجنة العمل السياسي الديمقراطية التابعة للملياردير الليبرالي جورج سوروس 10 ملايين دولار إلى Future Forward PAC و5.6 مليون دولار إلى American Bridge، التي تدعم المرشحين التقدميين في الحزب الديمقراطي.
كما أعلن جيمي باتريكوف، منتج الأفلام والمتبرع، دعم هاريس. وقال في مقابلة: “سيرى الآخرون أنها الخيار الأفضل للديمقراطيين للتغلب على ترامب. في المناظرة، سوف تقضي على دونالد ترامب”.
وقال ريك كاروسو، وهو ملياردير ومطور عقاري في لوس أنجلوس، إن هاريس قد تبرز بالفعل كأفضل خيار للديمقراطيين، لكنه مع ذلك دعا إلى منافسة لاختيار المرشح.