كثيرون هم اللاعبون الذين أدارت لهم الأندية الكبيرة ظهرها، لكنهم رغم ذلك لم يرفعوا الراية البيضاء، وواصلوا مسيرتهم الكروية، وحققوا نجاحات مذهلة كشفت لاحقا عن قصر نظر مسؤولي تلك الأندية.

الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز -قائد إنتر ميلان الإيطالي حاليا- كان واحدا من أولئك اللاعبين الذين عاشوا هذه الأزمة وتخطوها بنجاح منقطع النظير، وأصبح الآن على بُعد 90 دقيقة من التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا.

ولم يشفع للاوتارو، المولود يوم 22 أغسطس/آب 1997 في مدينة باهيا بلانكا الأرجنتينية، أنه منحدر من عائلة رياضية لقبوله في نادي بوكا جونيورز العريق.

فوالده ماريو أوسكار وجدّه كانا لاعبي كرة قدم، كذلك يفتخر بجدته لويزا أول لاعبة كرة قدم في المدينة، إضافة إلى أن شقيقه يانو يلعب في الدوري الأرجنتيني لكرة السلة.

لاوتارو هو اللاعب الأجنبي الأكثر تسجيلا للأهداف في تاريخ إنتر ميلان (رويترز)

وانضم لاوتارو إلى بوكا وهو بعمر 12 عاما، لكن النادي الأرجنتيني تخلّى عنه سريعا بحجة “أنه لا يملك القوة ولا السرعة”، قبل أن يتلقّفه راسينغ كلوب الأرجنتيني.

اللافت أكثر في الأمر أن اللاعب شق طريقه في كرة القدم باللعب في خط الدفاع رغم أنه يعتبر حاليا واحدا من أفضل الهدافين في العالم.

وقال لاوتارو في تصريحات سابقة أبرزتها صحيفة ماركا الإسبانية: “في الطفولة، كنت لاعبا أحب التدخلات والانزلاقات، لذا بدأت مدافعا”.

بعد سنوات قليلة من رفض بوكا جونيورز ضمه، انتقل إلى فريق الشباب في راسينغ كلوب ومنه إلى الفريق الأول، وبعد موسمين وبالتحديد في صيف 2018، نجح إنتر ميلان في الحصول على خدماته مقابل 25 مليون يورو بعد منافسة شرسة مع أتلتيكو مدريد.

وقال الأرجنتيني “وصلت إلى هنا شابا صغيرا، لكن الإنتر عاملني منذ البداية على أنني من أبناء النادي والمدينة، وأنا الآن أحاول أن أرد لهم الجميل ببذل 110% في الملعب”.

ومنذ ذلك الحين، دافع لاوتارو عن قميص إنتر ميلان في 330 مباراة بجميع البطولات وسجل 151 هدفا وصنع 50، كما تُوج بـ7 ألقاب هي الدوري الإيطالي (مرتان)، وكأس إيطاليا (مرتان)، وكأس السوبر الإيطالي (3 مرات).

وعن ذلك علّق لاوتارو “في السنوات الأخيرة، فزنا بعديد من الألقاب التي كانت تنقصنا. عندما وصلت للفريق، لم أتخيّل أبدا أنني سأعيش كل هذه اللحظات الكبيرة”.

ويُعد لاوتارو حاليا اللاعب الأجنبي الأكثر تسجيلا للأهداف في تاريخ إنتر، ويحتل المركز السادس في قائمة الهدافين التاريخيين للنيراتزوري، ومع ذلك لا يزال بعيدا عن رقم جوزيبي مياتزا (287 هدفا).

وازدادت شعبية لاوتارو لدى أنصار إنتر بعدما قاد الفريق لبلوغ المباراة النهائية لدوري الأبطال، بعد إقصاء برشلونة من نصف النهائي بتسجيله هدفا وتسبّب في ركلة جزاء.

وكان من المفترض أن يغيب عن تلك المباراة بعد إصابته بتمزق في عضلات الفخذ الخلفية من لقاء الذهاب ضد برشلونة، كانت ستبعده عن الملاعب بين 3 و4 أسابيع حسب الأطباء، لكنه عاد بعد 6 أيام فقط.

وعن تلك المباراة قال لاوتارو “لم أكن في حالةٍ تسمح لي باللعب، كنت أبكي في المنزل ووالدتي لم تكن تريدني أن أشارك، لكنني قررت اللعب وأنا مصاب رغم شعوري بالألم، لكن لا يهم سأضع ضمادا وسأقاتل”.

والآن، يأمل الأرجنتيني في الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا على حساب باريس سان جيرمان، مؤكدا في الوقت ذاته أن الجوائز الفردية لا تهمه.

“الكرة الذهبية لا تهمني”

وقال لاوتارو -في مؤتمر صحفي قبل المباراة- إن “الوصول إلى نهائيين في 3 سنوات أمر لا يُصدَّق. منذ الطفولة أحلم بالفوز بكأس العالم وبدوري الأبطال. ينقصني هذا اللقب وآمل أن أحققه”.

وترى صحيفة ماركا الإسبانية أن فوز لاوتارو بدوري الأبطال مع مشاركة اللاعب في كأس العالم للأندية بالولايات المتحدة سيعزز من حظوظه في الفوز بالكرة الذهبية، لكن الأرجنتيني له رأي مغاير تماما.

وأوضح “لطالما قلت إن الجوائز الفردية تأتي في المقام الثاني. لا أفكر في الكرة الذهبية على الإطلاق، الهدف الأول حاليا هو دوري الأبطال الذي غاب عن النادي منذ 15 عاما”، في إشارة منه إلى آخر تتويج “للنيراتزوري” بالبطولة عام 2010 بعد الفوز في النهائي على بايرن ميونخ 2-0.

في هذه الأثناء، يرى إيفان زامورانو لاعب إنتر ميلان الأسبق أن “النيراتزوري” بحاجة ماسة لخدمات لاوتارو إذا ما أراد الفريق تحقيق الفوز على باريس سان جيرمان.

وقال زامورانو “إنه قائد هذا الفريق. إنتر بحاجة إليه بسبب قوة شخصيته وطريقة لعبه وأسلوبه كقائد”.

شاركها.
Exit mobile version