يعد تمزق الرباط الصليبي الإصابة الأكثر شيوعا بين لاعبي كرة القدم، فهو بمثابة كابوس يؤرق النجوم لأنه قد ينهي مسيرتهم، فضلا عن طول مدة التعافي منه.
آخر ضحايا هذا النوع من الإصابات كان رودي نجم مانشستر سيتي والذي تعرض لإصابة قوية في الدقيقة 16 أمام أرسنال بعد اصطدامه بالغاني توماس بارتي الأحد الماضي ضمن الجولة الخامسة من الدوري الإنجليزي الممتاز.
بدوره أعلن ولفرهامبتون واندرارز الإنجليزي أمس الثلاثاء أن قلب دفاعه يرسون موسكيرا من المحتمل أن يغيب عما تبقى من الموسم بسبب إصابته في الرباط الجانبي والرباط الصليبي الأمامي للركبة.
ولم يسلم الكثير من نجوم كرة القدم في السنوات الماضية من الإصابة بقطع في الرباط الصليبي، ولعل أشهرهم كان رونالدو نازاريو خلال موسم 1998-1999 عندما كان لاعبا في صفوف إنتر ميلان الإيطالي.
وللمفارقة، ففي أول مباراة بعد عودته عام 2000 تعرض لإصابة أخرى بقطع في أوتار الركبة اليمنى بالكامل، وتسببت الإصابتان في غياب نجم البرازيل عن المستطيل الأخضر مدة طويلة.
والمصير نفسه لقيه كل من دلبيرو وروبرتو باجيو وتشافي هرنانديز وزلاتان إبراهيموفيتش وفالكاو ورود فان نيستلروي. أما حديثا فأبعدت الإصابة عن الملاعب كلا من نيمار والحارس تيبو كورتوا وإيديرميليتاو وغافي.
ما تمزق الرباط الصليبي؟
الرباط الصليبي هو زوج من الأربطة موجود في الركبة، رباط أمامي وآخر خلفي يتقاطعان على شكل حرف “إكس “، ويعرف باسم “الرباط المتقاطع”.
أما الإصابة فتشخص عادة على أنها تمزق أو التواء في أحد الأربطة النسيجية القوية التي تربط عظمة الفخذ بقصبة الساق، وفق موقع “مايو كلينيك” الطبي.
وعادة ما يتمزق الرباط الصليبي الأمامي في أثناء ممارسة الرياضات التي تتطلب توقفًا سريعًا وتغييرًا مفاجئا في الاتجاه، مثل كرة السلة وكرة القدم والتزلج.
وهناك عدة أسباب تجعل من الإصابة بتمزق على مستوى الرباط الصليبي للركبة هي الأشد خطرًا وقسوة على لاعبي كرة القدم، أولها أن المدة التي تستغرقها العملية الجراحية والراحة والتأهيل البدني تتراوح بين 8 أشهر إلى عام كامل.
وثاني الأسباب أنه من الصعب أن يسترجع أي لاعب كان ضحية تلك الإصابة جاهزيته بسرعة والعودة إلى مستواه السابق للإصابة.
وعن الكابوس الذي يحل على اللاعبين عندما يعلمون أنهم أصيبوا بالرباط الصليبي، يقول رافيل غونزاليس أدريو، المتخصص في طب الإصابات وجراحة العظام، إنه “عادة ما يستعيد المصاب القدرة على الحركة الكاملة للركبة خلال 4 إلى 6 أسابيع، ونسمح له بممارسة الجري بعد 4 أشهر، وحتى يتمكن من بدء التدريب يحتاج من 5 أو 6 أشهر بعد العملية”.
الوسادة الهوائية
ذكرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية مؤخرا أن الأطباء والباحثين في مجال إصابات الرياضيين ولاعبي كرة القدم خصوصا توصلوا إلى اكتشاف علمي وطبي متطور وهو عبارة عن وسادة هوائية تحمي من الإصابة في الرباط الصليبي للركبة.
وقالت الصحيفة إن “الوسادة الهوائية الثورية مصممة للتخلص من إصابات الركبة مثل إصابة رودري النجم الإسباني ولاعب مانشستر سيتي”.
وأضافت أن الوسادة الهوائية التي يعتبرها الكثيرون اكتشافا باهرا ويرى آخرون أن نجاعتها تستوجب بعض الوقت، تستخدم الذكاء الاصطناعي للكشف عن اقتراب مفصل الركبة من نقطة الانهيار.
وقال أحد الأطباء من الفريق العلمي الذي كان وراء الاكتشاف، إن “الوسادة الهوائية هي خطوة محتملة نحو اكتشاف الأسباب الدقيقة جدا وراء الإصابة، وذلك من أجل الوقاية من الإصابات الخطيرة”.