وجّهت رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة، نانسي بيلوسي، أخيراً، انتقاداً لاذعاً لزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، مشيرة إلى أنه فقد ورقة تفاوضية حاسمة بسماحه بالتصويت على مشروع قانون تمويل الحكومة الذي رعاه الجمهوريون.
وقالت بيلوسي للصحافيين، خلال مؤتمر صحافي بمستشفى للأطفال، في سان فرانسيسكو: «أنا شخصياً لا أتنازل عن أي شيء بلا مقابل، وأعتقد أن هذا ما حدث أخيراً»، وأضافت القيادية الديمقراطية التي تحدثت خلال فعالية لمعارضة التخفيضات المقترحة من الجمهوريين في مجلس النواب على برنامج «ميديكيد»، أنها لاتزال تدعم شومر حليفها القديم، الذي تعرض لانتقادات شديدة من داخل حزبه في الأيام الأخيرة، بسبب قراره السماح بتمرير مشروع قانون الحزب الجمهوري لتجنّب الإغلاق الحكومي.
لكن بيلوسي، رداً على سؤال، أشارت إلى أنه لو لم يُفسح شومر المجال، لكان ذلك قد منح الديمقراطيين نفوذاً أكبر لمقاومة التخفيضات المقترحة في برنامج «ميديكيد»، وغيره من برامج شبكات الأمان الاجتماعي، وأوضحت: «ربما كان بإمكاننا – في رأيي – إقناعهم بالموافقة على حل ثالث»، لافتة إلى أن النتيجة المحتملة كانت تتمثل في قرار مستمر من الحزبين لتأجيل الإغلاق الحكومي لمدة تصل إلى أربعة أسابيع، ريثما تستمر المفاوضات، وأضافت رئيسة مجلس النواب السابقة: «ربما لم يوافقوا عليه، لكن على الأقل كان الجمهور سيدرك أنهم لا يوافقون عليه، وأنهم بذلك كانوا سيُغلقون الحكومة»، وهذه هي المرة الثانية خلال أسبوع التي تنتقد فيها بيلوسي، شومر بسبب تعامله مع مشروع قانون التمويل، وأشارت إلى أن خطوته أسهمت في «خيار خطأ» عرضه الرئيس، دونالد ترامب، والملياردير إيلون ماسك، على الكونغرس: إما الإغلاق الحكومي أو منحهم «شيكاً على بياض» لخفض الإنفاق الحكومي، وأشادت بيلوسي بالديمقراطيين في مجلس النواب وخليفتها زعيم الأقلية، حكيم جيفريز، لرفضهم دعم إجراء الإنفاق المؤقت الذي اقترحه الجمهوريون، على الرغم من ردود الفعل السلبية لإدارة ترامب وقادة الحزب الجمهوري الذين اتهموا الديمقراطيين بالمخاطرة بإغلاق الحكومة لأسباب سياسية.
وانفجرت التوترات بين شومر وجيفريز، الأسبوع الماضي، بعد أن عارض الأخير في مجلس الشيوخ، خطوة حزبه في مجلس النواب، لكنهما أظهرا بعض الهدوء واللطف في الأيام الأخيرة، وصرح جيفريز، الثلاثاء الماضي، بأنه يدعم جهود شومر.
وفي وقت لاحق، أشارت بيلوسي إلى ثقتها المشتركة بشومر وجيفريز، وسارعت إلى الإشارة إلى أن الديمقراطيين على وشك استعادة السيطرة على مجلس النواب في انتخابات التجديد النصفي لعام 2026، وسط «موجة» من الاحتجاجات على التخفيضات المقترحة في برنامج «ميديكيد» وغيره من البرامج العامة.
وقالت بيلوسي: «ما حدث الأسبوع الماضي كان مجرد مناورة، ونحن نتجه نحو المستقبل». عن «بوليتيكو»