«أريد أن أكون سيدة أولى دافئة القلب، وشخصاً يمكن للمهمشين الاقتراب منه بحرية والثقة به»، هذا ما قالته السيدة الكورية الجنوبية الجديدة، كيم هاي كيونغ (58 عاماً)، قبل الانتخابات الرئاسية مباشرة. وفعلاً أصبحت السيدة الأولى في البلاد بعد فوز زوجها لي جاي ميونغ بالرئاسة.
وُلدت كيم في سيؤول، وهي الأكبر بين ثلاثة أطفال في عائلة من الطبقة المتوسطة، ودرست «البيانو» في جامعة سوكميونغ النسائية، لتعمل بعدها مُدرّسة «بيانو».
وعارضت كيم في البداية دخول زوجها عالم السياسة، وفي عام 2006 عندما فكّر لي في الترشح لمنصب عمدة سيونغنام، قالت له: «وقّع على أوراق الطلاق قبل أن تترشح». لكنها مع مرور الوقت، أصبحت «شريكة سياسية» أسهمت في إيصال أصوات النساء وذوي الاحتياجات الخاصة إلى زوجها.
التقت كيم بزوجها الذي كان آنذاك محامياً في سنته الثانية، خلال لقاء عائلي عام 1990. وفي مقابلة عام 2017، تذكرت انطباعها الأول عن لي قائلة: «لم يكن وسيماً بشكل خاص، وكان يبدو أكبر من عمره».
وفي لقائهما الرابع، طلب لي يدها، لكنها رفضت في البداية، وسرعان ما غيّـرت رأيها بعد أن قرأت ستة مجلدات من مذكرات لي، تمتد لـ10سنوات، حيث تأثرت بالدفء الذي وجدته في كتاباته، على حد وصفها، وأصبح للزوجين ولدان هما دونغ هو (33 عاماً)، ويون هو (32 عاماً).
وبعد 34 عاماً من الزواج، تقول كيم إن أعظم قوة لدى لي، هي رباطة جأشه في الأزمات. وقالت في مقابلة عام 2022 مع صحيفة «جونغ آنغ إلبو» الكورية الجنوبية: «عندما تتقلب الحياة – سواء كانت أموراً عائلية أو اضطرابات سياسية – يصبح لي أكثر هدوءاً، إنه يعرف كيف يُعطي الأولوية لما يجب فعله الآن، بدلاً من اللاحق».
لكن كيم لم تكن بمنأى عن الجدل الذي أحاط بزوجها، فبعد أن أعلن لي حاكم مقاطعة جيونجي آنذاك، ترشحه للرئاسة في أغسطس 2021، خضعت كيم للتحقيق لحضورها وجبة مع أزواج نواب سابقين وحاليين في مطعم بسيؤول. وسُددت الفاتورة ببطاقة ائتمان حكومية تابعة لشركة «جيونجي». وفي 12 مايو الماضي، غُرِّمت مبلغ 1.5 مليون وون (1090 دولاراً) في حكم صادر عن محكمة الاستئناف.
والآن وقد أصبحت كيم السيدة الأولى، تدور التساؤلات حول الدور الذي ستلعبه في الحياة العامة، حيث تعهدت بأن تطلب من لي تعيين مفتش خاص عند توليها منصبها للإشراف على سلوك أقارب الرئيس ومساعديه المقربين.
وذكر مسؤول في الحزب الديمقراطي: «في ظل الإدارة السابقة، يُتوقع منها أن تبقى بعيدة عن الأضواء». ومع ذلك، قال أحد المساعدين القدامى الذين عملوا مع كيم: «أحياناً تكون أكثر حزماً وثباتاً من زوجها، وستصبح حتماً ناشطة في الحياة العامة».
يشار إلى أنه منذ بدء الانتخابات التمهيدية للحزب في أبريل، سعت كيم سراً إلى لقاء شخصيات بارزة في المجتمع المدني، لعقد اجتماعات خاصة وتقديم المشورة. عن «كوريا جونجانغ ديلي»