Published On 2/9/2025
|
آخر تحديث: 15:43 (توقيت مكة)
استعرض مقال رأي نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية التناقضات العميقة في نهج إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه غزة والشرق الأوسط، واصفا سياساته بأنها “انتهازية اندفاعية ومتناقضة”.
وذكر المقال أن اللقاء الذي جمع ترامب الأسبوع الماضي بمستشاره السابق جاريد كوشنر ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، لمناقشة “اليوم التالي” في غزة، يثير تساؤلات حقيقية: هل الاجتماع بداية جهود جادة لإنهاء الحرب، أم استمرار لنهج ترامب المتناقض؟
وأشار المقال إلى أن تعيين ترامب شخصيات مؤيدة للمستوطنات -مثل السفير الأميركي بإسرائيل مايك هاكابي– يمثل إشارة مبكرة لتبنيه أجندة استيطانية تعرقل جهود السلام.
تناقضات
واستعرض لاري غاربر -وهو زميل في مركز جي ستريت للسياسات والمدير السابق لبعثة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في الضفة الغربية وقطاع غزة– ازدواجية مواقف الولايات المتحدة، إذ أعلن ترامب عن وجود خطة لإعادة إعمار القطاع، لكنها تضمنت بندا متناقضا وهو “التهجير الطوعي” للفلسطينيين.
وذكر غاربر تناقض سياسة المساعدات الأميركية، فقد تم تفكيك بعثة الوكالة الأميركية للتنمية في الضفة وغزة بعد 3 عقود من العمل، ولكن السفارة الأميركية أنشأت في الوقت ذاته “وحدة جديدة لتنسيق المساعدات” تضم موظفي الوكالة المذكورة.
كما لفت الكاتب إلى تقلب علاقة واشنطن بالسلطة الفلسطينية، إذ ألغت واشنطن الجمعة الماضية تأشيرات الرئيس الفلسطيني محمود عباس و80 مسؤولا فلسطينيا آخر بحجة عدم إدانتهم هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وأشار المقال في المقابل إلى مؤشرات تدل على تقارب محدود بين السلطة وواشنطن، منها مشاركة السلطة الشهر الماضي في إعداد “إعلان نيويورك” الذي تضمن إدانة واضحة للهجمات.
وذكّر الكاتب بأن قرار إلغاء التأشيرات جاء بعد لقاءات أجراها هاكابي في يوليو/تموز مع مسؤولين من السلطة الفلسطينية وقادة القطاع الخاص.
ويتجلى تناقض نهج ترامب، حسب المقال، في أنه “ينتقد بشدة” وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، بينما يسعى للتنسيق معها لتسهيل أعمال مؤسسة غزة الإنسانية التي فرضتها الولايات المتحدة على القطاع بالتعاون مع إسرائيل.
عواقب
ويرى الكاتب أن هذا التذبذب في المواقف دفع دولا أوروبية، مثل فرنسا وبريطانيا، إلى إعلان نيتها الاعتراف بدولة فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة، خاصة في ظل غياب رؤية أميركية واضحة لإنهاء النزاع أو معالجة تبعاته الإنسانية.
وأكد غاربر أن طبيعة التدخل الأميركي في غزة الأسابيع القادمة ستعتمد على مقدرة الدول الأوروبية والخليجية على إقناع ترامب بأن لديه فرصة تاريخية لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، مع تقديمهم ضمانات أمنية ومالية لجهود إعادة الإعمار.
وحذر الكاتب من أن “تأجيل القرارات المصيرية لم يعد مقبولا وسط كارثة غزة والغضب العالمي المتصاعد”، وخلص إلى أن “الشراكة والتعاون يتطلبان مستوى من الثبات والثقة”، داعيا واشنطن لتبنّي “رؤية واضحة ومتماسكة” تجاه غزة قبل فوات الأوان.