تحدث المفوض السامي الباكستاني لدى بنغلاديش، سيد أحمد معروف، عن تطور العلاقات بين بنغلاديش وباكستان في المرحلة الأخيرة، بالنظر إلى تجربته مع نظام حزب «رابطة عوامي» البنغالي، الذي كان يحكم سابقاً، والنظام الحالي، وقال في مقابلة مع صحيفة «دبلومات» إنه يرى تغيراً كبيراً في سياق بنغلاديش بحكمها الجديد.
. كيف تجد البيئة الجديدة في بنغلاديش بالنظر إلى تجربتك مع كل من النظام السابق رابطة «عوامي» والنظام الحالي؟
.. التغيير الأول الملحوظ أنني أصبحت أكثر انشغالاً من ذي قبل، في سياق بنغلاديش الجديدة أرى فرقاً كبيراً، بينما كنا نتواصل سابقاً، لم يكن ذلك متكرراً أو مكثفاً كما هي الحال الآن، في الوقت الحاضر يبدو الأمر كأننا نجتمع كل يومين، ونتواصل ونشارك بنشاط مع الحكومة، أعتقد أن هذا التفاعل المتزايد علامة إيجابية للعلاقات الثنائية بين البلدين.
. هل كنت تشعر بوجود إهمال من حكومة بنغلاديش إزاء المفوض السامي قبل الخامس من أغسطس الماضي؟
.. لن أصفه بالإهمال، ونظراً إلى أن الحكومات لها سياساتها المختلفة، فقد كنا أقل مشاركة في نهجهم، الذي بدا أنه يعطي الأولوية للمشاركة المحدودة مع المفوضية العليا الباكستانية بشكل عام، ومع ذلك حافظنا على تفاعلات متكررة وجوهرية في المنتديات الدولية، حيث دعمنا بعضنا بعضاً حسب الحاجة، ولم نكن منفصلين تماماً، حيثما كانت مصالحنا متوافقة، كنا منخرطين، والفرق الرئيس الآن أن المزيد والمزيد من مصالحنا تتقارب.
. لكن كيف سيؤثر تحسن العلاقات بين بنغلاديش وباكستان، وتزايد التوتر بين الهند وبنغلاديش منذ سقوط الشيخة حسينة، في الجغرافيا السياسية بجنوب آسيا؟
.. لا أعتقد أن الأمر معقد للغاية، فالدول تطور علاقاتها الثنائية على أساس المصالح المتبادلة، وليس على حساب طرف ثالث، وعلى سبيل المثال في التجارة والاقتصاد، إذا وجدت بنغلاديش أن من المفيد استيراد السلع من الهند أو باكستان، فإن هذا الاختيار يعود بالكامل إلى بنغلاديش، وينبغي أن يسترشد القرار بما هو أكثر منطقية من الناحية التجارية، وإذا كان استيراد سلع معينة من الهند مفيداً فهذا أمر جيد، ولا ينبغي لباكستان أن تشعر بالقلق، وعلى نحو مماثل إذا حددت بنغلاديش وباكستان مجالات المنفعة المتبادلة، فينبغي ألا يكون هذا مشكلة بالنسبة للهند أيضاً.
وفي نهاية المطاف، ينبغي للدول الثلاث أن تسعى إلى إقامة علاقات ثنائية مستقلة، من دون السماح لها بإيذاء أو إثارة عداوة طرف ثالث، وهذا النهج يعزز المنافسة الصحية، حيث تركز كل دولة على تعظيم الفوائد المتبادلة بدلاً من خلق الصراعات، وإذا التزمت الدول الثلاث هذه الفلسفة، فإنها تستطيع الحفاظ على علاقات بناءة ومستقلة، وبهذه الطريقة نتجنب إقامة علاقات ثنائية على حساب الآخرين، وهو ما يعود بالنفع في نهاية المطاف على جميع الأطراف المعنية.
. ما السلع المحددة التي تعتقد أنها ستشهد أكبر نمو في التجارة بين البلدين؟
.. من المتوقع أن تهيمن سلع مثل الأرز والبصل والبطاطس والسكر والقمح، من حيث الكمية في الأيام المقبلة، ومع ذلك من حيث القيمة، قد تحظى سلع مثل مدخلات الملابس الجاهزة، والسلع المصنعة مثل مراوح السقف الباكستانية الشهيرة، بالأولوية، وقد تصبح الدراجات النارية من الصادرات المهمة في المستقبل القريب.
. منذ توليه منصبه، ظل رئيس الحكومة المؤقتة في بنغلاديش، محمد يونس يدافع بنشاط عن إحياء رابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي، فهل باكستان ملتزمة حقاً دعم هذا الجهد؟
.. كانت رابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي في الأصل مبادرة بنغلاديش، فهي في الأساس أشبه بطفل بنغالي، لذا فهي تحتل مكانة خاصة في قلب الدكتور محمد يونس، الذي يلتزم التزاماً عميقاً بإحيائها، وتدين منطقة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي بالكامل لبنغلاديش بالامتنان لهذه الفكرة ذات الرؤية الثاقبة.
. هل تلتقي مع أحزاب سياسية في بنغلاديش؟
.. من الطبيعي أن يتفاعل أي دبلوماسي مع كل الأحزاب السياسية، ونحن نتواصل معها بانتظام، لأن هذه هي الكيانات التي ستحكم البلاد في نهاية المطاف. عن «دبلومات»