قال مدير المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، جان كاسيا، إن قطع المساعدات الغربية عن إفريقيا سيسبب معاناة صحية كبيرة في القارة السمراء، وأضاف كاسيا في مقابلة مع صحيفة «إل باييس» الإسبانية، أن وقف المساعدات الممولة من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وانسحاب دول أوروبية من برنامج المساعدات، وضع إفريقيا في حالة تعكس مدى اعتماد هذه القارة على المساعدات الخارجية، متوقعاً تضاعف عدد حالات الإصابة بجدري القرود والكوليرا والحصبة في 2025.

وفي ما يلي مقتطفات من المقابلة:

■ لقد قطع الغرب المساعدات عن إفريقيا، فيما تشير بعض التقديرات إلى أن الملايين سيموتون في القارة جراء ذلك، لكن في إفريقيا يرى البعض أنها فرصة للاستقلال عن الأجندة الأجنبية.. هل هذا واقعي؟

■■ عند حدوث أزمة يمكنك أن تقرر أن تشعر بالأسى على نفسك، لكن يمكنك أيضاً أن ترى أنها فرصة، فعلاً تأثرت إفريقيا بشدة جراء قطع المساعدات الغربية سواء وقف المساعدات الممولة من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية التي تعد أكبر مانح للمساعدات في العالم، أو انسحاب دول أوروبية من برنامج المساعدات، غير أن الأهم من ذلك هو أن القرار كان مفاجئاً، وفي جميع الأحوال فإن قطع المساعدات الغربية عن إفريقيا سيسبب معاناة صحية كبيرة.

إن 30 إلى 40% من سكان إفريقيا يدفعون تكاليف الرعاية الصحية من جيوبهم لعدم امتلاكهم تأميناً صحياً، فيما المصدر الثاني لتمويل الصحة هو الدعم الخارجي، وهو أساسي لأنه يمول برامج حيوية، خصوصاً برامج مكافحة فيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، والسل، والملاريا، فضلاً عن الصحة النفسية وصحة الطفل.

■ ماذا تمول الحكومات الإفريقية؟

■■ تعد ميزانية الدول ثالث مصدر للتمويل، ويتم استخدامها بصورة جزئية لدفع رواتب العاملين في القطاع الصحي، لكنها لا تسهم في الاستثمار في النظام الصحي.

وجاء قطع المساعدات مفاجئاً، لكن الشعور بأن نظام المساعدات سيأتي إلى نهايته كان متوقعاً، وبالنسبة لي كانت نقطة البداية عند انتشار وباء جدري القرود، وفيروس «ماربورغ»، ورأيت أن بعض شركائنا الذين سبق أن قدموا الدعم بشكل استباقي لم يفعلوا ذلك عند الحاجة.

■ كيف ستتصرف إفريقيا لسد الفراغ الذي تركه المانحون؟

■■ لايزال لدينا دول متوسطة الدخل تسهم بأقل من 5% من ناتجها المحلي في أنظمتها الصحية، ويمكن أن تزيد ذلك، ونريد زيادة هذه الأموال إلى أقصى حد حتى نكرسها للرعاية الصحية.

والرعاية الصحية ذات أولوية مهمة بالنسبة للعديد من الحكومات، لكن علينا الآن القول: دعونا نستقطع بعض التمويل ونكرسه للرعاية الصحية، ومن خلال محادثاتي مع قادة الدول، أعتقد أن الأمور ترجع للدول الإفريقية.

■ لكن في دول مثل كينيا، تثير الضرائب احتجاجات بين الشبان المحرومين من حقوقهم.

■■ لا يمكن أن يكون القرار قادماً من الأعلى إلى الأسفل، بل يجب إشراك الناس ومعرفة أن الأموال التي يتم جمعها من فرض الضرائب على السكر، على سبيل المثال، سيتم استخدامها في الرعاية الصحية، وعلينا إشراك السكان في الإدارة، ولا يمكننا الاستمرار في سوء الإدارة الذي عانينا منه سابقاً في إفريقيا. ويُظهر لنا خفض المساعدات مدى حاجتنا إلى تحسين حوكمتنا.

■ ما الذي تقصده عندما تتحدث عن الحوكمة؟

■■ عندما يتم سؤال الوزراء الإفريقيين الذين نلتقي بهم عن مصادر الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها، يكون معظمهم غير قادر على الإجابة، وهذه مشكلة بعض الدول التي تم إبلاغها بشأن المساعدات، إذ تقول: «لا تقلقوا بشأن اللقاحات، أو مكافحة فيروس نقص المناعة، لكن في الوقت نفسه علينا إعادة التفكير في النظام والاستثمار في الصحة».

■ هناك الكثير من الحديث حول وباء مقبل.. هل يسهم قطع المساعدات وأزمة المناخ في زيادة مخاطر هذا الوباء؟

■■ نواجه خطراً كبيراً بحدوث جائحة منشؤها إفريقيا، فقد شهدنا زيادة بنسبة 41% في حالات تفشي الأوبئة بين عامي 2022 و2024 في إفريقيا، وحتى في عام 2025، من المتوقع أن يتضاعف عدد حالات الإصابة بجدري القرود، والكوليرا، وفيروس «ماربورغ»، و«الإيبولا»، والحصبة، مقارنة بما كان عليه في عام 2024. عن «إل باييس»

شاركها.