|

قالت “لوموند” إن التزام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون “التاريخي” -بالاعتراف بدولة فلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول القادم- أثار ردود فعل متباينة، في وقت لم يعد فيه التقاعس والتسويف مقبولين مع استمرار الإبادة الجماعية في غزة، والتطبيع مع التطهير العرقي الذي تمارسه حكومة إسرائيل.

وأوضحت الصحيفة الفرنسية -في افتتاحيتها- أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ظل دائما يثير ردود فعل متباينة وأحيانا متناقضة في البلاد، حيث اختار جزء من اليمين وأقصى اليمين الانضمام إلى مواقف إسرائيل، رغم أن من يقودها هو تحالف يدعو إلى إبادة غزة وضم الضفة الغربية ومصر على التطهير العرقي.

وذكرت بأن هذه التهديدات الثلاثة لم تعد مجرد سيناريوهات خيالية، فإبادة غزة توشك أن تتحقق أمام أعين الجميع، وسط حالة الإغلاق الفاضحة التي فرضتها إسرائيل.

كما أن ضم الضفة يجري على قدم وساق، مدعوما بجحافل من المستوطنين المتطرفين، تدعمهم حكومة قومية متطرفة، وهي تسعى جهدها إلى جعل التطهير العرقي أمرا طبيعيا، بعد عقود من فرض الأمر الواقع.

ورأت لوموند أن هذا التذكير بالواقع ووحشية الوقائع المروعة أمر أساسي لفهم قرار ماكرون، في وقت لم يعد فيه من الممكن التمسك بموقف فرنسا، أي الاعتراف الذي يتوج تسوية إقليمية تفاوض عليها الطرفان، لأن باب هذا الاحتمال أُغلق منذ زمن، والمسؤوليات عنه مشتركة على نطاق واسع، ولأن الأوان قد فات لإنقاذ حل الدولتين.

وليست الحجة الوحيدة المؤيدة للاعتراف بفلسطين هي محاولة وقف هذا التدهور دون أدنى ضمان للنجاح، ولكن أيضا الولاء للقيم التي لطالما ادعت باريس الدفاع عنها، بدءا من دعم التطلعات المشروعة للفلسطينيين في تقرير المصير على الأرض التي احتلتها إسرائيل بالقوة عام 1967، هو ما أدى إلى هذا القرار، حسب الصحيفة.

لوموند: إبادة غزة بشكل كامل توشك أن تتحقق أمام أعين الجميع، وسط حالة الإغلاق الفاضحة التي فرضتها إسرائيل.

ويضمن حل الدولتين -حسب لوموند- هزيمة حركة حماس الحتمية، لأنه يرسخ شرعية إسرائيل بعد اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بها، كما أنه ضمانة ضد هذا التدهور الذي سيدفع إسرائيل -إن لم يوقف- إلى التخلي عن ديمقراطيتها وفرض نظام فصل عنصري حقيقي على الفلسطينيين المحصورين في جيوب، على حد تعبير لوموند الفرنسية.

واختتمت الصحيفة بأن التخلي عن قيم فرنسا هذه -بحجة أن الالتزام بها مخاطرة- أمر أقرب للاستسلام، واستغربت أن يأتي انتقاد موقف ماكرون قادما من صفوف مرجعيتها الديغولية لأن (الاعتراف بدولة) فلسطين، إما أنه ظلم يجب منعه، وإما هو الحل الوحيد لإنقاذ الفلسطينيين أولا، ولحماية الإسرائيليين من أنفسهم ثانيا.

شاركها.