قالت مجلة لوبس إن المبارزة بين تل أبيب وطهران كانت تجري بالوكالة، ولكنها الآن تشتعل في صراع مباشر يهدد بإحراق كل شيء، فهل تستطيع إسرائيل إسقاط النظام في إيران؟

وتابعت المجلة -في افتتاحية بقلم غريغوار لوميناجيه- أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد الآن “رأس الأخطبوط” الإيراني، بعد أن حول قطاع غزة إلى رماد، وقتل أكثر من 50 ألفا من سكانه لسحق حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وبعد أن سحق جزءا كبيرا من حزب الله اللبناني، وبعد أن قصف البنية التحتية العسكرية في سوريا.

وذكرت الافتتاحية أن هجوم حماس يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، دشن دورة كارثية من الأعمال الانتقامية، يواصلها نتنياهو ووزراؤه اليمينيون المتطرفون المحرضون على الحرب، وبذلك بدأت إسرائيل تكتب قصة بالقنابل والدماء.

وكانت إسرائيل تقدم على أنها دولة ديمقراطية صغيرة تعيش في حالة دفاع عن النفس، لأنها محاطة بدول تريد إبادتها منذ إنشائها عام 1948، وقدم لها المجتمع الدولي الدعم في مواجهة عداء جيرانها، لحماية نفسها والرد عند التعرض لهجوم.

غير أن عدوان تل أبيب على طهران يؤكد أن فصلا جديدا قد فتح في هذه الملحمة المأساوية، يعول فيه نتنياهو على ضعف النظام الإيراني وعزلته وفقدان شعبيته -حسب الصحيفة- لتوحيد الإسرائيليين المنقسمين بشدة حول حكمه، ولإعادة الغرب إلى صفه رغم مواصلته مجزرته التي لا تطاق في غزة.

وعلى هذا الأساس يهاجم نتنياهو الذي نصب نفسه شرطيا للشرق الأوسط، غير مكترث بأي قواعد للقانون الدولي، مستخدما قوته كقانون وحيد، وهدفه الإمبريالي الجديد هو تأمين المجال الحيوي لإسرائيل، كمبرر لتطهير محيطها بالقوة.

الدخان يتصاعد من مقر التلفزيون الإيراني بعد قصف من الطيران الإسرائيلي (غيتي إيميجز)

وخلص الكاتب إلى أن ذريعة التهديد النووي تضع حرب إسرائيل في خانة الحرب الوقائية، وبالتالي من المفارقة أن تبدأ دون ضوء أخضر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في الوقت الذي تجري فيه المفاوضات بين بلاده مع إيران، مما يعني أن نتنياهو اختار دبلوماسية البازوكا.

وختم لوميناجيه بأن هذا الهجوم الأحادي على دولة ذات سيادة يذكر بحرب الولايات المتحدة الكارثية على العراق عام 2003، مستنتجا أن إسرائيل تأخذ الآن دور إيران التي كانت دائما تعتبر القوة الرئيسية المزعزعة للاستقرار في المنطقة.

شاركها.