في كتاب ألّفه عن نشأة الرئيس الصيني، شي جين بينغ، كشف الأستاذ المشارك في كلية الخدمة الدولية بالجامعة الأميركية في واشنطن العاصمة، جوزيف توريجيان، عن والد الرئيس، واسمه شي تشونغ شون، وكيف أثرت ممارسات الأب في النشأة التكوينية لجين بينغ.

وقال المؤلف: «كان شي تشونغ شون مسؤولاً في الحزب الشيوعي لأكثر من سبعة عقود، بدءاً من الثورة الشيوعية، ومروراً بالقفزة الكبرى إلى الأمام، والثورة الثقافية، واحتجاجات ميدان تيانانمن، وما بعدها».

وأضاف: «قبل وصوله إلى بكين عام 1953، أي قبل تطبيق سياسة الطفل الواحد بوقت طويل، كان أباً لثلاثة أبناء من زوجته الأولى (ابن، اسمه تشنغنينغ، وابنتان، هما هيبينغ وتشيانبينغ)، إضافة إلى ابنتين من زوجته الثانية، تشي شين هما (تشياوتشياو وآنان)، ووُلد له ابنان آخران، شي جين بينغ (الرئيس الصيني) ويوانبينغ، في العاصمة عامي 1953 و1955 على التوالي».

ووفقاً للمؤلف، التحق تشياوتشياو وآنان وجين بينغ ويوان بينغ، بالمدرسة الإعدادية، حيث كان الطلاب في المقام الأول أبناء شخصيات عسكرية رفيعة المستوى، لا سياسية.

ووصف أحد الخريجين المدرسة بأنها مكان «يُحتقر فيه الرقة واللين بشكل خاص». ورغم صعوبتها، كانت المدرسة مكاناً مثيراً للاهتمام.

في عام 2003 سأل أحد المُحاورين الرئيس الصيني بصراحة عمّا إذا كان قد تمتع بأسلوب حياة مُتميّز في طفولته، فأجاب شي: «يمكن التعبير عن ذلك بهذه الطريقة: لم تكن هناك أي مخاوف بشأن الملابس أو الطعام، لكن مطالب والدي جعلتنا نعيش حياة مقتصدة للغاية».

وقال شي إنه أُجبر على ارتداء ملابس أشقائه الأكبر منه سناً كملابس مستعملة، وحاول تصوير عائلته على أنها مقتصدة بشكل خاص، لكنه في الوقت نفسه كشف عن «الامتيازات» التي كان يتمتع بها عند مشاركته في أنشطة مع نخبة الحزب، قائلاً: «في رأس السنة القمرية الجديدة، كنا نشارك في العديد من الحفلات المسائية، وعندما كنا نذهب إلى قاعة الشعب الكبرى أو إلى ساحة تيانانمن، كان الموظفون يسألون: من هؤلاء الأطفال؟ لكن الذين يعرفون كانوا يجيبون بأننا أبناء عائلة شي».

كان الأب شي تشونغ شون يقضي وقتاً جيداً مع أبنائه في عطلات نهاية الأسبوع. وحسب روايات عديدة، كان شديد الانضباط، وكثيراً ما كان أبناؤه يتحدثون عن حرص والدهم على الاقتصاد. وكتب أحدهم: «عندما كنا صغاراً، لم يكن أحدٌ منا مستعداً لتناول الطعام على طاولة أبي، كنا نخشى قواعده الصارمة في الاقتصاد.. على سبيل المثال، أثناء تناول الطعام، لم يكن يسمح لنا أبداً بإسقاط حبة أرز واحدة، فإذا لم نكن حذرين وأسقطنا أي طعام، كان يلتقطه فوراً ويأكله». في عام 2001، أخبر شي تشونغ شون اثنين من المحاورين في نهاية محادثة أنه لن يطلب منهما البقاء وتناول الطعام. وقال: «في الواقع، تناول الطعام معي هو شكل من أشكال المعاناة.. أنا ابن فلاح، صعب الإرضاء في تناول الطعام، ولا أسمح أبداً للناس بترك أي بقايا طعام». عن مجلة «نيوزويك»

شاركها.
Exit mobile version