|

شغل التجويع الذي يتعرض له الفلسطينيون في قطاع غزة صحفا ومواقع عالمية، وانتقدت في تقارير ومقالات طريقة إنزال المساعدات من الجو، ورأت الإيكونوميست أن هذه الطريقة تؤكد فشل إستراتيجية إسرائيل.

ونشرت صحيفة الواشنطن بوست الأميركية قائمة بأسماء 60 ألفا من ضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة باللغتين الإنجليزية والعربية، تصدرتها أسماء القاصرين ونسبتهم تناهز 31%. وقالت الصحيفة إن نحو ألف فلسطيني قتلتهم إسرائيل قبل أن يُكملوا عامهم الأول، وآخرون قتلتهم وهم نيام وبعضهم كانوا يلعبون.

واعتمدت الصحيفة على سجلات الضحايا لدى وزارة الصحة في غزة التي رأى خبير بريطاني متخصص أنها تقوم بعمل رائع رغم الصعوبات.

أما الغارديان البريطانية، فأكدت أن إسرائيل دمرت الزراعة في غزة وتمنع الصيد وتقيّد دخول المساعدات ما تسبّب في مجاعة، لكنَّ الواقع -وفق الصحيفة- أن إسرائيل تراقب كل شيء يدخل القطاع منذ نحو 20 عاما، وتعرف احتياجاته بدقة.

وذكّرت الصحيفة بتصريح أحد مساعدي رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت، عن أن “الفكرة هي إخضاع الفلسطينيين لحمية دون تركهم يموتون جوعا”.

وفي السياق نفسه، أجمع متحدثون من منظمات إنسانية دولية تعمل بغزة في مقابلات مع صحيفة ليبراسيون الفرنسية على رفض طريقة إنزال المساعدات من الجو، ووصفوا العملية بأنها غيرُ فعالة ومكلفة وخطيرة.

وتقول بيكي رايان، التي تعمل في منظمة “كير” الدولية في وسط غزة “نتفهم جاذبيتها وهي في الجو، لكنها ليست الحل للمجاعة المستمرة”، بينما تصف هيلينا رانتشال من منظمة “أطباء العالم”، إسقاط المساعدات جوا بالمسرحية الإسرائيلية الهزلية.

فشل إستراتيجية الحصار

وحول الموضوع ذاته، قالت الإيكونوميست إن سماح إسرائيل بإنزال مساعدات إنسانية من الجو في غزة يدل على فشل إستراتيجية الحصار والتحكم في توزيع المساعدات التي تفرضها منذ مارس/آذار الماضي.

ووصفت المجلة طريقة عمل ما تسمى “مؤسسة غزة الإنسانية” بالكارثية، مضيفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية) قاد إسرائيل إلى مأزق بخيارات محدودة، ومن دون إستراتيجية متماسكة.

وفي موضوع الدولة الفلسطينية، رأت الفايننشال تايمز البريطانية أن اعتزام دول غربية الاعتراف بدولة فلسطينية يترك سؤالا جوهريا دون إجابة: “مع شن إسرائيل حربا مدمِّرة على غزة وتهديدها بضمّ الضفة الغربية المحتلة، ماذا تبقى من فلسطين ليُعترف به؟” وترى الصحيفة أن موضوع الدولة بدأ قبل عقود كمطلب لمكافأة الفلسطينيين، لكنه تحوّل اليوم إلى ورقة لمعاقبة إسرائيل.

شاركها.