قالت السفيرة الألمانية لدى اليابان، بيترا سيغموند، إن منطقة المحيطين الهادئ والهندي، تمثّل أهم منطقة شراكة تجارية لألمانيا خارج القارة الأوروبية، مشيرة إلى أن وجود تعاون بين برلين وطوكيو في مجال تطوير أسلحة دفاعية.
جاء ذلك خلال مقابلة أجرتها صحيفة «ذي دبلومات» مع سيغموند، تحدثت فيها عن تطور الشراكة بين بلادها وطوكيو، وعن التزام ألمانيا المتزايد تجاه منطقة المحيطين الهندي والهادئ، إضافة إلى التحديات الجيوسياسية الواسعة التي تواجه هذه المنطقة.
وفي ما يلي أبرز ما جاء في المقابلة:
. يُقال إن أكثر من 20% من تجارة ألمانيا تتم مع منطقة المحيطين الهادئ والهندي. هل هذا صحيح؟
.. في الواقع، النسبة تتجاوز 20% بقليل، فنحو نصف تجارة ألمانيا يتم داخل الاتحاد الأوروبي، وهو ما يوفر أساساً قوياً ومستقراً، ويعني أننا لا نعتمد بشكل مفرط على أي دولة بعينها.
ومن بين الدول الفردية، تُعدّ الولايات المتحدة أكبر شريك تجاري لألمانيا من خارج الاتحاد الأوروبي، تليها الصين في المرتبة الثانية بنسبة تقارب 10% من إجمالي تجارتنا الخارجية.
أما منطقة المحيطين الهندي والهادئ الأوسع – التي تشمل اليابان والهند وتايوان ودول رابطة آسيان وأستراليا وغيرها – فهي تمثّل أهم منطقة لشركائنا التجاريين خارج أوروبا.
ونظراً إلى هذه الأهمية، تسعى ألمانيا جاهدة إلى ضمان بقاء طرق التجارة البحرية مفتوحة وآمنة، لأن تجارتنا مع آسيا تعتمد بشكل كبير على هذه الممرات.
. وماذا عن التعاون الأمني بين اليابان وألمانيا؟ فالبلدان لم يوقعا بعد اتفاقية الوصول المتبادل. متى يمكن توقيع هذه الاتفاقية؟
.. لدينا حالياً اتفاقية استحواذ وخدمات مشتركة، وقد أثبتت فاعليتها بشكل كبير، خصوصاً عندما زارت سفن البحرية الألمانية اليابان العام الماضي، حيث تم تنفيذ الدعم اللوجستي بسلاسة وفاعلية. وربما نسعى مستقبلاً إلى توقيع اتفاقية الوصول المتبادل، لكن في الوقت الراهن نحن في وضع ممتاز بفضل الترتيبات القائمة.
. في اليابان، يشار أحياناً إلى دول مثل أستراليا والمملكة المتحدة والفلبين بوصفها «حلفاء غير رسميين». فهل يمكن أن تصبح ألمانيا حليفاً غير رسمي لليابان؟
.. إن مصطلح «الحليف» في أوروبا يُستخدم عادة بمعناه العسكري الضيق، كما هو الحال في إطار حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وليس لدينا هذا النوع من التحالف الرسمي مع اليابان.
لكن من منظور أوسع، تربطنا علاقات وثيقة للغاية، فنحن نقف متضامنين في الدفاع عن النظام الدولي القائم على القواعد، وندعم الحلول السلمية للنزاعات، كما أننا شركاء في مجموعة السبع، ما يعني أننا نتقاسم قيماً ومصالح أساسية مشتركة.
وفي السنوات الأخيرة، بدأ «الناتو» تعزيز تعاونه مع ما يُعرف بـ«دول الشركاء الأربعة» في المحيطين الهندي والهادئ، وهي أستراليا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية واليابان.
, هل هناك تعاون بين اليابان وألمانيا في مجال تطوير الأسلحة الدفاعية؟
,, نعم. نحن نعمل بالفعل بشكل وثيق مع اليابان في هذا المجال. هدفنا هو البقاء في طليعة تقنيات الدفاع الحديثة، وتعزيز مرونة سلاسل التوريد، وكذلك تعزيز الردع المشترك ضد التهديدات الإقليمية والعالمية.
. ما هو موقف ألمانيا من النزاع الإقليمي بين الصين واليابان حول جزر سينكاكو ودياويو؟
.. إن موقف ألمانيا واضح ومبدئي، حيث تدعو إلى حل النزاعات سلمياً عبر الحوار بين الأطراف المعنية، لكننا قلقون من تصاعد التوترات في بحر الصين الشرقي، بما في ذلك حول جزر سينكاكو، نظراً إلى ما قد يترتب على ذلك من تأثيرات على السلام والاستقرار الإقليميين.
. وماذا تتوقع ألمانيا من الأطراف المعنية بهذا النزاع؟
,, نعتقد أنه ينبغي على جميع الأطراف تجنّب أي إجراءات من شأنها تأجيج التوترات أو تصعيد الأوضاع، والتركيز بدلاً من ذلك على الحفاظ على الاستقرار الإقليمي، مع التأكد من أن أي خطوات تُتخذ تتوافق مع القانون الدولي وتصب في مصلحة الأمن والسلم الدوليين.
عن «ذي دبلومات»
