اكتشف سائق شاحنة ياباني مفلس، أنه لم ينشأ في عائلته الحقيقية، بل تم تبديله بطفل آخر عقب ولادته مباشرة، وأن أصوله الحقيقية تعود إلى عائلة يابانية ثرية. هذا الاكتشاف المفاجئ دفعه إلى رفع دعوى قضائية ضد المستشفى الذي وُلد فيه، لينجح في كسب القضية أخيراً، ويحصل على تعويض قدره 250 ألف دولار.

وتعود تفاصيل هذه الحادثة إلى عام 2013، حين أعيد تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً بعد تزايد التقارير عن حالات مشابهة في الصين لأطفال تم اختطافهم أو تبديلهم في سن مبكرة، ثم نشأوا في أسر فقيرة قبل أن يُعادوا إلى عائلاتهم الثرية لاحقاً.

وفي نوفمبر 2013، أصدرت إحدى المحاكم اليابانية حكمها ضد مستشفى سان إكوكاي في ضاحية سوميدا بالعاصمة طوكيو، يقضي بإلزامه بدفع تعويض مالي قدره 250 ألف دولار لرجل يبلغ 60 عاماً. وجاء الحكم على خلفية الخطأ الجسيم الذي ارتكبه المستشفى عام 1953 عندما بدّل المولود عن طريق الخطأ بطفل آخر بعد لحظات من ولادته فقط.

وظل هذا الخطأ طي الكتمان لنحو 60 عاماً، حتى بدأت الشكوك تراود أبناء إحدى العائلات الثرية في اليابان بشأن شقيقهم الأكبر الذي لم يكن يتعامل معهم أو مع والده كما يجب. وبعد وفاة والدتهم، استحوذ الأخ الأكبر على حصة والده من الإرث الذي تركته الأم، بدعوى أنه سيتكفل برعاية إخوته الصغار، إلا أنه خالف وعده وأرسلهم إلى دور للأيتام.

ومع مرور الوقت، بدأ الأبناء الصغار يلاحظون أن شقيقهم الأكبر لا يشبههم شكلاً ولا ملامح، فتذكروا أن والدتهم الراحلة كانت قد روت لهم ذات مرة أن ثياب طفلها الأول تغيّرت بعد أن أخذته الممرضة إلى حمام المستشفى عقب الولادة.

وقد دفعتهم هذه الشكوك إلى إجراء تحليل حمض نووي في عام 2009، بعد أن جمعوا عقب سيجارة ألقاها شقيقهم للتحقق من هويته البيولوجية. وأظهرت نتائج التحليل أنه لا يمت إليهم بأي صلة قرابة.

وقادتهم نتائج التحقيقات إلى المستشفى الذي وُلد فيه الأخ الأكبر، حيث تبين من السجلات القديمة أن طفلاً آخر وُلد قبله بـ13 دقيقة فقط، وكان ذلك الطفل هو نفسه سائق الشاحنة الذي عاش حياة صعبة وبائسة في طوكيو. فقد تُوفي والده بالتبنّي وهو في الثانية من عمره، وعاش في منزل فقير يفتقر إلى أبسط وسائل الراحة، واضطر إلى العمل في سن مبكرة لمساعدة عائلته، بينما كان يكافح لإكمال تعليمه الثانوي.

وكانت والدته بالتبنّي وجيرانه كثيراً ما يرددون أنه لا يشبه والديه في شيء، ما جعله يعيش حالة من التساؤل الداخلي حول أصله الحقيقي.

وفي المقابل، كان الطفل الذي أخذ مكانه يعيش في كنف أسرة ثرية، تلقى تعليماً راقياً، وتولى لاحقاً منصب رئيس شركة ناجحة، بينما تمتع أشقاؤه الثلاثة الصغار بحياة النخبة والرفاهية.

وعندما اكتشف سائق الشاحنة الحقيقة المؤلمة، كان والداه البيولوجيان قد فارقا الحياة، ما عمّق شعوره بالأسى. وقال القاضي ماساتوشي مياساكا، الذي أصدر الحكم في القضية، إن المحكمة دعمت مطالب السائق لأنه «حُرم من والديه البيولوجيين منذ لحظة ولادته، ولم تُتح له فرصة لقائهما مطلقاً»، مؤكداً أنه يستحق التعويض لأنه كان من المفترض أن يعيش في بيئة مريحة ومزدهرة مالياً.

ولم تقتصر مثل هذه القضايا على اليابان فقط، حيث شهدت الصين أيضاً حالة مشابهة انتشرت على نطاق واسع عبر الإنترنت، تتعلق بشاب يبلغ 27 عاماً يُدعى تشي قينغ شواي، تبين لاحقاً أن والده البيولوجي رجل ثري للغاية، وقد أعدّ له ثلاث شقق مفروشة كهدية بمناسبة لمّ شمل الأسرة بعد اكتشاف الحقيقة.

عن «ساوث تشاينا مورنينغ بوست»

شاركها.
Exit mobile version