يعتقد مهندس خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، نايجل فاراج، الذي يسعى الآن إلى تقويض حكومة حزب العمال، أنه يملك ورقة رابحة، ففي الآونة الأخيرة كان زعيم حزب الإصلاح البريطاني يتحدث عن شراكة مع إيلون ماسك، الملياردير والمستشار الرئيسي للرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب.
ونقلت صحيفة «التايمز»، هذا الأسبوع، عن «رجال أعمال بارزين ومسؤولين في حزب المحافظين» مخاوف بين المعارضين السياسيين لفاراج، في المملكة المتحدة من أن أغنى رجل في العالم على وشك إخراج دفتر شيكاته، ومنح ما يصل إلى 100 مليون دولار لدعم جهود فاراج للوصول إلى سدة الحكم، وقال الأخير للصحيفة إنه لا يعرف ما إذا كان ماسك سيعطي المال لحزبه الذي انتزع أصواتاً من حزب المحافظين في انتخابات هذا العام.
لكن فاراج قال: «كل ما يمكنني قوله هو أنني على اتصال به (ماسك) وهو يدعم بقوة مواقفي السياسية»، مضيفاً: «نحن الاثنان نتشارك صداقة مع دونالد ترامب، وقد قال أشياء جيدة عني أمام ماسك.. لدينا علاقة جيدة معه».
تلميح
وألمح فاراج، الأسبوع الماضي، إلى المساعدة من ماسك، عملاق التكنولوجيا ومالك منصة التواصل الاجتماعي «إكس»، حيث يسعى إلى تكرار فوز الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، في نوفمبر.
ورداً على أسئلة الصحافيين، قال السياسي الشعبوي: «هل سيدعمني ترامب وماسك في الفترة التي تسبق عام 2029؟ حسناً، هذا ما يفعله الأصدقاء، أليس كذلك؟».
ويبدو أن الشعور متبادل، فالخميس الماضي نشر حساب على «إكس» أخباراً عن أحدث انشقاق من حزب المحافظين إلى صفوف الإصلاح مع التعليق: «الإصلاح سيفوز في الانتخابات العامة المقبلة».
وقال ماسك، الذي شارك المنشور مع أكثر من 200 مليون متابع له: «نعم».
ثرثرة
في غضون ذلك، رفض حزب الإصلاح التعليق على قصة صحيفة «التايمز»، وعلق مدير الاتصالات السابق للحزب جاوين تاولر عن ذلك بقوله: «ثرثرة محمومة»، لكنه ذكر أن التبرع للحزب «ليس مستبعداً بنسبة 100%»، بحجة أن ماسك يرى المملكة المتحدة «منبع أفكار الحرية والتحرر في المقام الأول».
وقال إن ماسك لديه «ارتباط عاطفي» ببريطانيا.
ولايزال حزب الإصلاح يتخلف عن حزبَي العمال والمحافظين من حيث مقاعد مجلس العموم، لكنه حصل على 18% على المستوى الوطني، وفقاً لاستطلاع «بوليتيكو»، واحتل المرتبة الثانية بعد حزب العمال بدوائر عدة في الانتخابات العامة.
تحذير
من ناحية أخرى، ليس لدى ماسك وقت كبير يخصصه للحكومة البريطانية الحالية، وقد تشاجر مراراً مع رئيس الوزراء، كير ستارمر، عبر منصة «إكس»، حيث تدخل في السياسة الداخلية، وعزز القصص الإخبارية المنتقدة لزعيم حزب العمال من يسار الوسط.
وفي الوقت الحالي، حتى التقارير التخمينية عن علاقات أوثق بين ماسك وفاراج كافية لجعل المحافظين يأملون في تغيير رأيهم.
وعندما سُئل عن قصة التبرع، أول من أمس، حذر عضو مجلس النواب المحافظ، ريتش هولدن، من أن دعم حزب فاراج لن يصبّ إلا في مصلحة حزب العمال، وقال هولدن: «أعتقد أن هذا واضح جداً مما رأيناه في الانتخابات العامة»، متابعاً: «لقد حدث ذلك مع مئات المقاعد البرلمانية في جميع أنحاء البلاد، وانتهى الأمر بحصول حزب العمال على الأغلبية العظمى».
وأوضح هولدن: «أود أن أقول الشيء نفسه تماماً لإيلون ماسك.. أود أن أقول: انظر، إذا كنت تريد أن ترى كير ستارمر خارج منصبه، سواء كنت أنت أو أي شخص آخر، فعليكم بدعم المحافظين».
وأضاف: «نحن الذين نواجه حزب العمال وجهاً لوجه في تلك المعارك الواقعية في جميع أنحاء البلاد».
وتساءل «بيت المحافظين»، وهو موقع إخباري تابع لحزب المحافظين في بريطانيا في افتتاحية أول من أمس: «هل ماسك هو الزعيم الحقيقي للمعارضة؟». عن «بوليتيكو»
. حزب الإصلاح احتل المرتبة الثانية بعد «العمال» في دوائر عدة بالانتخابات العامة.