أعلن مكتب التحقيقات الرواندي، يوم الجمعة الماضي، اعتقال المعارِضة السياسية البارزة فيكتوار إنغابير، التي تُعرف بانتقاداتها الحادة للرئيس بول كاغامي، بتهم تتعلق بـ”التحريض على الفوضى” و”الارتباط بجماعة إجرامية”.

وتأتي هذه الخطوة بعد يوم واحد من مثول إنغابير كشاهدة في محاكمة تُجرى في العاصمة كيغالي، يتهم فيها 9 أشخاص بنشر كتاب للصربي سرديا بوبوفيتش بعنوان “كيف تُسقط ديكتاتورا وأنت وحيد وضعيف وبلا سلاح”، وهو مؤلف يروّج لأساليب المقاومة السلمية ضد الأنظمة الاستبدادية.

الرئيس الرواندي بول كاغامي الذي يحكم البلاد منذ 1994 متهم من قبل معارضيه بالقمع (وكالة الأناضول)

إنغابير تنفي وتتهم السلطات بقمعها

وخلال جلسة الخميس، نفت إنغابير (56 عاما) أي صلة لها بالمتهمين في القضية، معتبرة أن المحاكمة تهدف إلى “اختلاق علاقة مصطنعة” بينها وبينهم، في محاولة جديدة -حسب تعبيرها- لإسكات صوتها المعارض.

وترأس إنغابير حزب “دالفا-أومورينزي”، وهو حزب غير معترف به رسميا، ويُعتبر امتدادا لحزب “القوى الديمقراطية الموحدة” المعارض، الذي لم تعترف به السلطات أيضا.

وكانت إنغابير قد قضت 8 سنوات في السجن بعد الحكم عليها عام 2010 بالسجن 15 عاما بتهم تتعلق بما وصفته المحكمة بـ”الإنكار الجزئي للإبادة الجماعية” إثر دعوتها إلى الاعتراف بضحايا الهوتو خلال مجازر 1994، قبل أن يُفرج عنها بعفو رئاسي عام 2018.

ورغم إطلاق سراحها، لا تزال ممنوعة من الترشح للانتخابات، وهو قرار أُعيد تأكيده في مارس/آذار 2024.

خريطة رواندا (الجزيرة)

انتقادات حقوقية

ويواجه نظام الرئيس بول كاغامي، الذي يحكم البلاد منذ عام 1994 وأُعيد انتخابه في يوليو/تموز 2024 بنسبة تجاوزت 99%، انتقادات واسعة من منظمات حقوقية تتهمه بقمع المعارضة وتقييد الحريات السياسية في رواندا.

وتُعد قضية إنغابير أحدث حلقة في سلسلة من الإجراءات التي تُثير مخاوف بشأن مستقبل التعددية السياسية وحرية التعبير في البلاد.

شاركها.
Exit mobile version