فرغم أن غروسي كان دائم التأكيد على حياد الوكالة الذرية ودورها الرقابي التقني وحرصها على الدقة، فإن الأمر لم يكن ذلك دائما في نظر المسؤولين الإيرانيين الذين اعتبروه شريكا في هذه الحرب ولوحوا بإمكانية متابعته قضائيا.
وجاءت تصريحات غروسي المثيرة للجدل في خضم تصويت لمجلس محافظي الوكالة في نفس اليوم على قرار يعلن -للمرة الأولى منذ نحو 20 عاما- عدم امتثال إيران لالتزاماتها المتعلقة بمنع الانتشار النووي.
وإذا كانت نبوءة غروسي بشأن المواجهات الصاروخية بين إسرائيل وإيران قد تحققت، فهل تحققت أيضا إشارته في نفس المناسبة (حوار مع صحيفة بريطانية) إلى أن أي خطأ يرتكبه مسؤول كبير قد يتسبب في حرب من شأنها أن تنهي العالم؟
الجواب على هذا السؤال يوجد عند الطرف الإيراني الذي طالما اعتبر الوكالة الذرية طرفا غير محايد. ووصفت الخارجية الإيرانية قرار مجلس محافظي الوكالة بأنه “سياسي ويكشف طبيعتها”، وأشارت إلى أن “سياسة التعاون مع الوكالة أدت إلى نتائج عكسية بسبب التعامل السياسي”.
وفي خضم الحرب المستعرة بين إسرائيل وإيران، استنفر غروسي مهاراته الدبلوماسية والتواصلية ومعرفته بالملف النووي الإيراني ليلعب الدور المنوط بالوكالة “كشرطي نووي”، وليثبت بما أوتي من قوة أنه لم يكن سببا في اندلاعها.