Published On 6/9/2025
|
آخر تحديث: 13:19 (توقيت مكة)
قال ديفيد إغناتيوس إن مبادرة الرئيس دونالد ترامب للسلام في أوكرانيا، بتهديداتها الفارغة ومواعيدها النهائية الغامضة كادت تنهار، ولم يبقَ سوى ساحة المعركة، حيث تتواصل حرب استنزاف دموية.
وأوضح الكاتب، في مقال بصحيفة واشنطن بوست، أنه لجأ إلى تعليقات كبار الإستراتيجيين العسكريين من الروس والأوكرانيين، الذين قدموا روايات مفصلة عما يخططون له، لفهم ما ينتظرنا من الناحية العسكرية، في أكبر حرب تشهدها أوروبا منذ ما يقرب من قرن.
اقرأ أيضا
list of 2 itemsend of list
وتوصل الكاتب إلى أن المرجح هو أن نشهد المزيد من الموت والدمار دون تحقيق اختراق حاسم من أي من الجانبين، إذ تتبنى أوكرانيا بهدوء عقيدة جديدة وصفها وزير دفاعها السابق أندريه زاغورودنيوك، بـ”التحييد الإستراتيجي”، وهي -كما شرحها- تتمثل في شل حركة القوات الروسية برا وجوا، كما تم في البحر الأسود.
وقال إغناتيوس إنه اطلع مؤخرا على رؤية روسيا للحرب من خلال تعليقات رئيس الأركان الروسي الجنرال فاليري غيراسيموف، التي نُشرت في روسيا الأسبوع الماضي، بعد جمعه كبار قادته “لتلخيص نتائج الأعمال العدائية لفترة الربيع والصيف وتوضيح المهام المستقبلية”.
وقد أكد غيراسيموف لقادته أن “المبادرة الإستراتيجية اليوم بيد القوات الروسية بالكامل”، وهنأهم على إنشاء مناطق عازلة هذا الصيف في عدة مناطق، وحثهم على مواصلة “العمليات الهجومية” في جميع المناطق.
التشاؤم الإستراتيجي
ولم يحرز الهجوم الروسي الصيفي -حسب رواية غيراسيموف- سوى تقدم طفيف، إذ لم تسيطر روسيا بعد 3 سنوات من الحرب على كل المناطق التي تطالب بها، ولم يقدم المنشور الذي نقل ملاحظات غيراسيموف تفاصيل محددة عن العمليات المستقبلية.
ويقدر مسؤولون أميركيون -حسب إغناتيوس- أن المكاسب الروسية المتواضعة جاءت بتكلفة باهظة، بلغت أكثر من مليون روسي، بين قتيل وجريح، بل إن موسكو -حسب أحد التقديرات الأميركية- تتكبد خسائر لا تقل عن 5 قتلى مقابل كل أوكراني، ويقال إن النسبة تصل في بعض المعارك إلى 15 مقابل 1.
ترامب لن ينهي الحرب في يوم واحد ولا في عام ولكن أوروبا تسد الفجوة بشكل جدير بالثناء مع انسحاب واشنطن إلا أنها لن تقدم أي ضمانات أمنية إلا بعد وقف إطلاق النار الذي لن يتحقق قريبا
وتساءل إغناتيوس “كيف يمكن أن توقف أوكرانيا التقدم الروسي البطيء والمستمر؟” وعاد إلى إستراتيجية زاغورودنيوك الذي قال إنه “لا ينبغي أن يكون الهدف هزيمة روسيا مباشرة، بل حرمانها بشكل ممنهج من القدرة على تحقيق أهدافها العسكرية”.
وقال إغناتيوس إن النموذج هو نجاح أوكرانيا في تحييد أسطول روسيا الجبار في البحر الأسود بطائرات مسيرة وضربات صاروخية، وأضاف “أخبرني زاغورودنيوك أن أوكرانيا يمكنها فعل الشيء نفسه برا من خلال توسيع “منطقة القتل” للقوات الروسية من 12 ميلا حاليا خلف خط المواجهة إلى ما بين 80 و100 ميل”، خاصة أن أوكرانيا تنتج أسلحة “مُهيأة” لتحقيق ذلك.
وأضاف زاغورودنيوك أن أصعب جزء في إستراتيجية التحييد هو الدفاع الجوي، حيث تضرب أوكرانيا المطارات الروسية وتستخدم الحرب الإلكترونية لتعطيل القنابل الانزلاقية، لكن الخطر الأكبر هو الصواريخ الباليستية الروسية، لأن الدفاع الجيد الوحيد الآن هو صواريخ باتريوت الأميركية، وهي باهظة الثمن ونادرة.
وتتبنى أوكرانيا بشجاعة -حسب إغناتيوس- ما يمكن وصفه “بالتشاؤم الإستراتيجي”، لأن ترامب لن ينهي الحرب في يوم واحد ولا في عام، ولكن أوروبا تسد الفجوة بشكل جدير بالثناء مع انسحاب واشنطن، إلا أنها لن تقدم أي “ضمانات أمنية” إلا بعد وقف إطلاق النار، وهو ما لن يحدث في وقت قريب.