كشفت دراسة علمية حديثة أجراها معهد «رادبود» للعلوم البيولوجية والبيئية في هولندا، عن وجود 200 نوع من المبيدات الحشرية في منازل متفرقة بأنحاء أوروبا.
وقال الباحثون إن هذه النتائج تشير إلى ضرورة أن تأخذ الجهات التنظيمية في الحسبان «الكوكتيلات السامة» من المواد الكيميائية عند تقييم مخاطر استخدام المبيدات، لاسيما عند تفاعلها مع بعضها بعضاً.
وأشار الفريق العلمي المشرف على الدراسة إلى أهمية تطوير نهج تنظيمي يأخذ بعين الاعتبار التفاعل المشترك بين هذه المواد، بدلاً من تقييمها بشكل فردي، لاسيما تلك التي يُسمح باستخدامها حالياً أو التي يتم الموافقة عليها حديثاً.
وشملت الدراسة، التي تعد الأكبر من نوعها حتى الآن، تحليل عينات من الغبار جُمعت عام 2021 من منازل في 10 دول أوروبية. وأظهرت النتائج وجود 200 نوع مختلف من المبيدات الحشرية، منها ما نسبته 40% يُعرف بتأثيراته السامة الحادة، مثل التسبب في السرطان والإخلال بالهرمونات لدى البشر.
وأوضحت الدراسة أن عدد المبيدات الحشرية المكتشفة في كل منزل تراوح ما بين 25 و121 نوعاً، وكان عددها أعلى في منازل العاملين في الزراعة.
كما كشف الباحثون أن هذه المواد تنتقل إلى داخل المنازل من خلال الأحذية أو أقدام الحيوانات الأليفة، مثل القطط والكلاب. وعلّق أحد المشرفين على البحث، البروفيسور بول تشيبر: «إذا لم نخلع أحذيتنا عند مدخل المنزل، فإننا نُدخل معنا الكثير من الملوثات من الخارج».
وقال: «على الرغم من أن تركيز المبيدات الفردية في الغبار كان منخفضاً، فإن الخليط الناتج عن عشرات المواد الكيميائية قد يشكل خطراً صحياً كبيراً. وتزداد احتمالية التعرض لهذه المواد بسبب انتشارها الواسع في الأغذية والزهور».
وأكد البروفيسور تشيبر على أهمية اتخاذ إجراءات تنظيمية أكثر صرامة، قائلاً: «الاستقرار الكيميائي يعني البقاء في البيئة والتراكم في السلسلة الغذائية، وربما سنكتشف في المستقبل مواد كيميائية أخرى تسبّب لنا مشكلات مماثلة».
ولفتت الدراسة الانتباه إلى استمرار وجود مبيد «دي.دي.تي» في البيئة، رغم حظره في بعض الدول منذ عام 1972، ما يعكس القدرة الطويلة لهذه المواد على البقاء. ومن بين هذه المواد، أشارت الدراسة أيضاً إلى مركبات «PFAS»، التي تُعرف باسم «المواد الكيميائية الأبدية»، بسبب استمراريتها في البيئة وعدم تحللها السريع.
وقد استُخدمت هذه المركبات بشكل واسع في المنتجات الاستهلاكية والصناعية، وترتبط حالياً بعدد من الأمراض لدى الإنسان والحيوان، بما فيها السرطان. عن «الغارديان»
. الباحثون أوضحوا أن المبيدات الحشرية تنتقل إلى داخل المنازل من خلال الأحذية أو أقدام الحيوانات الأليفة.