أكّد رئيس شركة «جيوسترايت» للاستشارات الجيوسياسية في هولندا المحاضر بجامعة «ليدن»، ريتشارد غيسي، أن خمس دول مطلة على المحيطين الهندي والهادئ تسعى إلى تطوير نظام أمني مشترك، يهدف إلى الحفاظ على الاستقرار البحري في هذه المنطقة الحيوية.
وقال غيسي، الخبير في الأمن البحري، في مقابلة مع مجلة «ذي دبلومات»، إن الاتحاد الأوروبي قادر على الإسهام في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أنه يجب على الاتحاد وتلك القوى الخمس تعزيز الشراكات الاقتصادية.
وفي ما يلي مقتطفات من المقابلة .
. ما التوجه الاستراتيجي لكل من أستراليا والهند وجنوب إفريقيا وفيتنام إزاء تعزيز النظام الأمني في المحيطين الهندي والهادئ؟
.. تستثمر هذه الدول إلى جانب اليابان بقوة لتعزيز النظام الأمني الإقليمي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، لكنها تتعامل معه بطرق مختلفة، وترى أستراليا واليابان، باعتبارهما من الحلفاء المقربين للولايات المتحدة، إضافة إلى كوريا الجنوبية بدرجة أقل، أن تصاعد نفوذ الصين ومحاولاتها تقويض النظام الإقليمي القائم بقيادة واشنطن، يمثّل التحدي الأكبر لاستقرار المنطقة.
. حلل التصورات والتفضيلات لتلك الدول الخمس إزاء دور الاتحاد الأوروبي في نظام المحيطين الهندي والهادئ.
.. إن الآراء في هذا الموضوع متباينة، تراوح بين الواقعية والطموح وحتى التفاؤل الزائد، فبينما تتطلع أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية إلى تعزيز التنسيق مع الاتحاد الأوروبي، فإنها تأمل أن يسهم ذلك في دعم النظام الأمني الذي تقوده الولايات المتحدة.
. ما الطرق الأكثر فاعلية لجعل الاتحاد الأوروبي يسهم في إدارة التنافس الاستراتيجي بين أميركا والصين، ويعزز النظام في المحيطين الهادئ والهندي؟
.. هناك مساران أساسيان يمكن للاتحاد الأوروبي اتباعهما: الأول هو الانخراط الدبلوماسي والتعددي من خلال دعم الحوارات الدبلوماسية التي تركز على احترام القانون الدولي وتعزيز دور المنظمات الإقليمية، مثل رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، والاتحاد الإفريقي، و«البريكس»، التي تدعو إلى إطار أمني شامل.
أما الثاني هو التعاون الأمني غير التقليدي عبر تعزيز الشراكات الأمنية الثنائية والمتعددة مع الدول الخمس في مجالات كالأمن البحري، التكيّف المناخي، والأمن السيبراني.
. بالنظر إلى أن العلاقة عبر الأطلسي في حالة سيئة، هل يمكنك تفسير استراتيجيات تلك القوى الخمس لإدارة التوتر بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة؟
.. إن تلك الدول لا تحتاج إلى التدخل المباشر في هذه العلاقة، رغم أنها تدرك أهمية استمرار الشراكة بين الطرفين، فبينما تحتفظ أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية بعلاقات أمنية متينة مع واشنطن، فإنها تسعى في الوقت ذاته إلى توسيع علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي، خصوصاً في مجالات الاستقرار الإقليمي، ولهذا فإن الاتحاد الأوروبي شريك مهم، حتى لو بقي دوره الرئيس اقتصادياً ودبلوماسياً وليس عسكرياً.
. ما تقييمك لفاعلية منصات التعاون الثنائي والمتعدد بالنسبة للاتحاد الأوروبي، وتلك القوى الخمس للتعامل مع النظام العالمي المتعدد على نحو متزايد؟
ÀÀ للتعامل بفاعلية مع النظام العالمي المتعدد على نحو متزايد، يجب على الاتحاد الأوروبي والقوى الخمس تبني أسلوب هجين، وتعزيز الشراكات الاقتصادية من خلال الاتفاقيات الثنائية. عن «ذي دبلومات»