للمرة الأولى كان يبدو أن جيل الألفية (المواليد بين أوائل ثمانينات ومنتصف تسعينات القرن الماضي) قد هيمن على سوق شراء المنازل في الولايات المتحدة، حيث سجل أكبر عدد من عمليات شراء المنازل سنوياً منذ عام 2014 إلى 2022، وفقاً للجمعية الأميركية الوطنية للوسطاء العقاريين.
ويعد ذلك منطقياً، حيث يشكل هذا الجيل الشريحة الأكبر من سكان البلاد الذين تراوح أعمارهم بين 26 و44 عاماً، وكثير منهم بدأوا حياتهم المهنية، ما يجعلهم في مرحلة شراء منازلهم.
لكن في العام الماضي حدث أمر غير متوقع، إذ تصدر «جيل طفرة المواليد» (المواليد بين 1946 و1964) سوق شراء المنازل مرة أخرى، وفقاً لتقرير حديث صادر عن الجمعية الوطنية للوسطاء العقاريين، ولم يكن هذا التقدم طفيفاً، إذ أظهر تقرير الجمعية لعام 2023 أن جيل الألفية اشترى 38% من المنازل، بينما اشترى جيل «طفرة المواليد» 31%، أما في تقرير عام 2024، فقد ارتفعت نسبة شراء المنازل من جيل «طفرة المواليد» إلى 42%، بينما انخفضت بالنسبة لجيل الألفية إلى 29%.
من جهته، اشترى جيل «إكس» (المواليد بين ستينات وسبعينات القرن الماضي) 24% من المنازل، في حين أن جيل «زد» (المواليد بين أواخر تسعينات القرن الماضي وأوائل الألفية) بالكاد دخل سوق شراء المنازل، حيث كانت نسبتهم 3% فقط، وفقاً للتقرير.
ويُرجع الخبراء هذا التغيير إلى ارتفاع أسعار الرهن العقاري والمنازل، ما دفع العديد من المشترين الأصغر سناً إلى الابتعاد عن السوق.
وفي المقابل، يتمتع جيل «طفرة المواليد» بالكثير من حقوق الملكية في منازلهم، ما يمكنهم من بيعها وشراء منازل جديدة نقداً.
وقالت سمسارة العقارات دانا رايس، التي تعمل في واشنطن العاصمة، إن «جيل الألفية في ذروة سنوات دخله، لكن عندما يتواجه مع جيل يمتلك حقوق ملكية ضخمة في ممتلكاته، فإن الوضع يكون غير متكافئ»، مشيرة إلى أن الجيلين لا يتنافسان دائماً على النوع نفسه من العقارات، حيث يميل جيل «طفرة المواليد» إلى الانتقال إلى منازل أصغر، بينما يبحث جيل الألفية عن منازل عائلية أكبر.
من جهتها، قالت سمسارة عقارات في واشنطن، كيمبرلي كيسي، إن من بين العوامل الأخرى التي تدفع جيل «طفرة المواليد» للشراء بأعداد كبيرة هي التغيرات في حياتهم، حيث يشهد البعض تغييرات كبيرة مثل الانتقال إلى منازل أو شقق أصغر بعد 30 عاماً من الإقامة في منزل واحد. وأفادت نائب رئيس الاقتصاديين ونائب رئيس الأبحاث في الجمعية للوسطاء العقاريين، جيسيكا لوتس، بأن النصفين الأكبر والأصغر من جيل الألفية لديهما أسباب مختلفة لشراء عدد أقل من المنازل في الوقت الحالي.
من جهة أخرى، يشير التقرير إلى زيادة متوسط عمر المشترين للمرة الأولى، الذي وصل إلى 38 عاماً في العام الماضي، مقارنةً بأواخر العشرينات في ثمانينات القرن الماضي، وفي الوقت نفسه أصبح الذين يبيعون منازلهم القديمة يشكلون نسبة أكبر من المشترين الجدد، ما يفسر تصدر جيل «طفرة المواليد» أيضاً قائمة البائعين بنسبة 53%.
استند تقرير الجمعية الوطنية للوسطاء العقاريين إلى استطلاع للرأي شمل 5390 شخصاً اشتروا منازل بين يوليو 2023 ويونيو 2024، ما يكشف عن التفاوت الكبير في سوق الإسكان الأميركي بين الأغنياء والفقراء. عن «واشنطن بوست»