ألقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطاباً، أثار الكثير من الجدل، بسبب طبيعته غير المنطقية، حيث تحدث فيه عن «قوة المياه التي تدمر المغناطيس»، وذلك خلال كلمة مطولة ألقاها أخيراً، أمام أفراد البحرية الأميركية على متن حاملة الطائرات «يو إس إس جورج واشنطن» قرب السواحل اليابانية.
وخلال جولته في شرق آسيا، تناول ترامب الحديث عن حاملة الطائرات، محاولاً على ما يبدو الإشارة إلى رغبته في أن تعتمد حاملات الطائرات على أنظمة «بخار الدفع» و«الضغط الهيدروليكي» بدلاً من الأنظمة الكهرومغناطيسية الحديثة المستخدمة في تشغيل المصاعد وإطلاق الطائرات. وزعم ترامب أن «الماء يعطل عمل المغناطيس»، وهو ادعاء غير صحيح علمياً.
وكان الرئيس الأميركي يتحدث عن آلية الدفع الكهرومغناطيسي التي تُستخدم في إطلاق الطائرات من أحدث حاملات الطائرات الأميركية، وهي «يو إس إس جيرالد فورد»، وكذلك عن المصاعد الكهرومغناطيسية التي تُستخدم في نقل الأسلحة إلى سطح الحاملة، وهما نظامان يهدفان إلى تسريع عملية تجهيز الطائرات قبل تنفيذ مهامها القتالية.
الأنظمة الهيدروليكية
وقال ترامب في خطابه: «تعلمون أن النظام الجديد يعتمد على المغناطيس، بدلاً من الهيدروليك الذي يمكن أن يتضرر من البرق، وهذا أمر جيد، لكن عندما تسكبون كوباً من الماء على المغناطيس، لا أدري ماذا قد يحدث».
وأضاف: «المصاعد في حاملات الطائرات الجديدة تعمل بالمغناطيس، وأعتقد أنني سأقوم بتغيير ذلك. فكل الجرارات وآلات الحفر تعمل بأنظمة هيدروليكية، لكن أحدهم قرر استبدالها بالمغناطيس».
جاء هذا الخطاب في 28 أكتوبر أمام جمع من البحارة الأميركيين في القاعدة البحرية بمدينة يوكوسوكا اليابانية. وخلال كلمته، بدا على ترامب، البالغ من العمر 79 عاماً، الارتباك والتلعثم، حيث فشل في إتمام جمل مترابطة، قبل أن يتوجه إلى الجنود الحاضرين ليسألهم عن رأيهم في تفضيل «الهيدروليك» على «المغناطيس».
ثم دعا ترامب أحد الجنرالات الحاضرين لإبداء رأيه، قبل أن يعلن عزمه إصدار أمر تنفيذي يقضي بالعودة إلى استخدام الأنظمة الهيدروليكية في حاملات الطائرات المستقبلية، قائلاً: «سأوقع أمراً تنفيذياً لبناء حاملات طائرات تعمل مصاعدها بالهيدروليك، ولن نواجه أي متاعب. الجنرال هنا يوافق، والجميع يوافق، لكن المشكلة في أولئك الناس في واشنطن».
سوء فهم
يُذكر أن ترامب عانى، بحسب تقارير إعلامية، سوء فهم علمي استمر لنحو 18 شهراً، إذ كان يعتقد أن المغناطيس يتوقف عن العمل إذا لامسه الماء. وفي أغسطس الماضي، زعم أن «الاعتماد العالمي على المغناطيس» مؤامرة دبّرتها الصين. وقال: «لقد كانت الصين ذكية، حيث احتكرت إنتاج جميع أجهزة المغناطيس في العالم. لم يكن أحد بحاجة إلى المغناطيس، لكنهم أقنعوا الجميع قبل 20 عاماً باستخدامه في كل شيء».
ومن المفارقات التاريخية أن الصينيين أنفسهم كانوا أول من استخدموا المغناطيس في مرحلة قديمة جداً تعود إلى عام 200 قبل الميلاد، أي قبل أكثر من 2000 عام.
زلة لسان
وفي زلة لسان جديدة، كشف ترامب أنه خضع أخيراً لفحص بالرنين المغناطيسي، وهو ما حاول البيت الأبيض إخفاءه أثناء فحصه الطبي الثاني في وقت سابق من هذا العام. ويُستخدم هذا النوع من التصوير الطبي منذ سبعينات القرن الماضي، ويعتمد على مغناطيس ضخم يعتمد على ظاهرة فيزيائية اكتشفها عالم أميركي حاز جائزة نوبل عام 1944.
ولم يوضح ترامب سبب خضوعه للفحص، لكنه استغل المناسبة لتكرار انتقاداته للمغناطيس، خصوصاً بعد أداء تولسي غابارد اليمين الدستورية كمديرة للمخابرات الوطنية. ويُعتقد أن كراهيته لهذه التقنية تعود إلى عام 2024، عندما قال في أحد خطاباته الانتخابية بولاية أيوا: «أعطني كوباً من الماء، دعني أسكبه على المغناطيس، وستنتهي المغناطيسات»
وعاد ترامب للحديث عن الموضوع ذاته خلال زيارته لحاملة الطائرات «يو إس إس جورج واشنطن»، حيث تعهّد بإعادة العمل بأنظمة الدفع بالبخار في حاملات الطائرات الأميركية الجديدة، معتبراً أن «الطرق القديمة أكثر أماناً وكفاءة». عن «ديلي بيست»
. ترامب دعا إلى العودة إلى الأنظمة الهيدروليكية بدلاً من الكهرومغناطيسية في حاملات الطائرات.
. في زلة لسان جديدة.. ترامب يكشف عن خضوعه لفحص بالرنين المغناطيسي، الأمر الذي أخفاه البيت الأبيض.
