في تصريح مثير للجدل، نفى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، صحة مقطع فيديو متداول، يُظهر إلقاء عدد من الأشياء من إحدى نوافذ البيت الأبيض، مدّعياً أنه مجرد «نتاج للذكاء الاصطناعي»، على الرغم من أن فريقه الصحافي أكد قبل ساعات فقط من تصريحه، أن الفيديو حقيقي، وقال ترامب، الذي لطالما تفاخر بخبرته في مجال تصميم المباني، خصوصاً في ما يتعلق بمشروعات التجديد داخل البيت الأبيض وخارجه، إن الفيديو «مزيف»، ولا يمكن أن يكون حقيقياً، مستنداً في رأيه إلى أن نوافذ البيت الأبيض – حسب قوله – «ثقيلة ومغلقة بإحكام، ولا يمكن فتحها».

وكان الفيديو، الذي لاقى رواجاً واسعاً على الإنترنت أخيراً، قد أظهر سقوط حقائب صغيرة سوداء اللون، وبعض الأغراض البيضاء، من إحدى نوافذ الجناح الشرقي للبيت الأبيض، ما أثار تساؤلات وجدلاً واسعاً.

تضارب التصريحات

ورغم نفي ترامب، واتهامه الذكاء الاصطناعي بفبركة المشهد، إلا أن البيت الأبيض كان قد صرّح في وقت سابق لوسائل الإعلام بأن الفيديو «صحيح»، موضحاً أن الشخص الظاهر في المقطع هو «مقاول يقوم بأعمال صيانة دورية أثناء غياب الرئيس عن مقر إقامته».

ورفض البيت الأبيض الرد على استفسارات وسائل الإعلام، التي وُجهت إليه بشأن التضارب بين التصريح الرسمي وتأكيدات ترامب الشخصية، الذي اعتبر أن إنتاج «الفيديو المزور» أحد عيوب التقنيات الحديثة.

وفي سياق دفاعه عن موقفه، جدد ترامب نفيه لإمكانية فتح النوافذ في البيت الأبيض، قائلاً: «أنا أعرف كل نافذة هناك، فالسيدة الأولى ميلانيا، كانت قد أبدت أخيراً رغبتها في فتح نافذة لاستنشاق الهواء النقي، لكن الأمر مستحيل.. النوافذ هناك مضادة للرصاص، ومغلقة بإحكام، ويصل وزن كل نافذة إلى نحو 300 كيلوغرام، ولا يمكن لأي شخص عادي فتحها بسهولة».

وعندما عرض مراسل قناة «فوكس نيوز»، بيتر دوسي، الفيديو على هاتفه المحمول لترامب، أصر الرئيس مجدداً على أن الفيديو «مفبرك»، محملاً الذكاء الاصطناعي المسؤولية، وقال: «هذه واحدة من التحديات التي يفرضها الذكاء الاصطناعي، إنه أمر يحمل جانبين، أحدهما إيجابي والآخر سلبي، وإذا وقع أمر خطر حقاً، فسألوم الذكاء الاصطناعي، لكنه أيضاً قادر على تقديم أشياء جيدة، وأنتم تعرفون ذلك جيداً».

فيديو واقعي

من جهته، علّق الخبير في علوم الطب الشرعي الرقمي بجامعة كاليفورنيا، هاني فريد، على الفيديو، قائلاً إنه لم يرَ أي دليل يشير إلى أن المقطع تم إنتاجه باستخدام الذكاء الاصطناعي.

وأضاف: «الظلال الظاهرة في الفيديو، بما فيها ظل الحقيبة المُلقاة من النافذة، تتطابق تماماً مع الإضاءة الطبيعية، كما أن حركة الأعلام بفعل الرياح لا تحمل أي سمات غير طبيعية نراها غالباً في المقاطع المنتَجة بالذكاء الاصطناعي، حتى بنية مبنى البيت الأبيض في الخلفية بدت واقعية تماماً، وكذلك الأشياء التي تم إلقاؤها».

النوافذ المغلقة

وللمفارقة، تعود قضية النوافذ المغلقة في البيت الأبيض إلى ما قبل هذه الحادثة بسنوات، إذ ظهرت السيدة الأولى السابقة، ميشيل أوباما، في برنامج تلفزيوني عام 2015، معبرة عن انزعاجها من عدم إمكانية فتح نوافذ البيت الأبيض.

وقالت في المقابلة: «أتطلع للحياة بعد مغادرة البيت الأبيض.. أريد أن أذهب في نزهات عدة بسيارة نوافذها مفتوحة، في بيتنا لا يمكن فتح النوافذ». عن «واشنطن تايمز»


«وفاة ترامب»

يعود النجاح السياسي للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، جزئياً، إلى وجوده الدائم على كل شاشة، لذا، أثار غيابه الأخير عن المشهد العام تكهنات متنوعة، غذّتها خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي التي روجت لنظريات المؤامرة، وهراء محضاً لأعداد هائلة من الناس.

وأصبحت عبارة «وفاة ترامب» موضوعاً رائجاً، خلال عطلة نهاية الأسبوع الطويلة، في عيد العمال الأميركي (أول يوم اثنين في سبتمبر)، ربما بسبب أحلام الليبراليين وملل المؤثرين على الإنترنت.

واغتنم صانعو المحتوى، الذين لا يملكون معلومات حقيقية عن صحة ترامب، هذه الفرصة لاستغلال هذا التوجه، فبدأوا بنشر تكهنات حول إصابة أو عملية جراحية محتملة.

ويمكن تلخيص هذه العاصفة بشكل أفضل من خلال منشورات لمؤثرة، ادعت أنها تمتلك قدرات روحية، ولديها أكثر من 125 ألف متابع على منصة «تيك توك»، فقد تنبأت في أحد مقاطع الفيديو، الأسبوع الماضي، قائلة: «سيموت ترامب في 28 أغسطس»، قبل أن تروج لمنتج تجميل. عن «سي إن إن»

. مقطع الفيديو المتداول يُظهر إلقاء عدد من الأشياء من إحدى نوافذ البيت الأبيض.

. البيت الأبيض أوضح أن الشخص الظاهر في المقطع هو مقاول يقوم بأعمال صيانة دورية.

شاركها.
Exit mobile version