استطاع برنامج تمويلي تابع لعلامة تجارية للمجوهرات أن يساعد النساء في مدينة كامولي، شرق أوغندا، لتأسيس أعمال خاصة بهن، انتشلتهن من الفقر، واستكشاف كيف يمكن لنموذج ريادة أعمال خالٍ من الديون أن يخلق تغييراً مستداماً لأولئك النسوة. ويهدف برنامج «زينا» الذي أطلق في عام 2017، إلى معالجة الفقر المدقع، وعدم المساواة بين الجنسين في منطقة كامولي من خلال توفير رأسمال للنساء لبدء أعمالهن التجارية الخاصة، وهو نموذج مصمم لتعزيز التغيير المستدام، ومساعدة النساء ليصبحن مكتفيات ذاتياً ومستقلات مالياً، والبدء في رد الجميل لمجتمعاتهن.
وأسست البرنامج كاراغ بينيت ولورين توماس، عندما كانتا في أوائل العشرينات من عمرهما، بهدف تمكين المرأة من خلال الاستقلال المالي وريادة الأعمال.
ويوظف برنامج «زينا» نحو 25 امرأة في وقت واحد، حيث يعملن عاماً واحداً لإنشاء خط من المجوهرات المعاد تدويرها، والتي تتكوّن في معظم الأحيان من الأقراط، لكنها تشمل أيضاً الأساور والقلائد وغيرها من الملحقات، وبعد ذلك يمكنهن تأسيس مشاريعهن الخاصة.
وخلال فترة عملهن، تكسب النساء راتباً، بحيث يحصلن على 40% منه كل شهر (وهذا يكفي لرفعهن فوق خط الفقر)، بينما يتم توفير 60% لتكاليف بدء أعمالهن المستقبلية.
ويقول القائمون على المشروع إن «الهدف الرئيس هو مساعدة النساء على إنشاء عمل خال من الديون، بمجرد أن يتركن مشروع (زينا) ويؤسسن عملهن الخاص». لكن الأمر لا يتعلق بالمال فقط، فأثناء العمل عبر البرنامج، تحضر النساء أيضاً دروساً يومية وجلسات إرشاد فردية تركز على محو الأمية الرقمية والإدارة المالية ومهارات القيادة. كما أن حفظ السجلات أثبت أنه لا يقدّر بثمن بشكل خاص لإدارة أعمالهن، ومن دون ذلك، يصبحن عرضة لدفع الضرائب الزائدة، فضلاً عن سوء إدارة التدفق النقدي وحجم المنتج.
وتشرح كاراغ بينيت مدى أهمية أن تصنع العلامة التجارية منتجات عالية الجودة ومنتجة بشكل مسؤول، ويمكن بيعها في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، حيث يسمح لها هذا بالحفاظ على إيرادات ثابتة لتمويل البرنامج، الذي يدعمه أيضاً شركاء مانحون.
وتوضح كاراغ، التي تتحدر من المملكة المتحدة، أن المفهوم لا يقتصر على توفير فرص العمل وانتشال عدد محدود من النساء من براثن الفقر؛ بل الهدف هو غرس المهارات والثقة اللازمة للنساء للازدهار بعد أن يتركن البرنامج ويستقللن بذاتهن.
وتضيف: «كنا نسمع النساء مراراً وتكراراً يتحدثن عن أحلامهن الريادية، فقد أردن امتلاك أعمالهن الخاصة، وأن يكن رئيسات لأنفسهن، وكان من الواضح أيضاً أن الاعتماد على الشركة نفسها يعتبر عائقاً كبيراً أمام أي شكل من أشكال التوسع أو الملكية المحلية، ولهذا تم إنشاء برنامج (زينا)».
وتقول إحدى المستفيدات من برنامج «زينا» وتدعى سليمة: «لقد ضحك الجميع مني عندما قلت إنني سأوقّع عقداً مع أكبر فندق في المدينة، لكنني فعلت ذلك»، حيث أصبحت (سليمة) تدير مغسلة ملابس في بلدة كامولي الصغيرة في منطقة بوسوجا شرق أوغندا، وهي واحدة من أفقر المناطق في البلاد، لقد استطاعت (سليمة) ومثلها من النساء إنشاء أعمال ناجحة من الصفر، لا تعتني (سليمة) الآن بنفسها وابنها البالغ من العمر سبع سنوات فحسب، بل تدفع الرسوم المدرسية لأسرة أخرى، كما أنها وظفت أيضاً خمس نساء أخريات يدعمن أسرهن بأجورهن، وتشرح (سليمة) كيف كانت تكسب المال سابقاً من غسل الملابس يدوياً وتصفيف شعر النساء، لكنها رأت إمكانات كبيرة ومربحة في غسل الملاءات والمناشف للفنادق.
وتروي (سليمة) قصة إحدى صديقاتها اللواتي استفدن من برنامج «زينا»، قائلة: «في أحد الأيام ذهبت إلى منزل صديقتي (كاثي) الواقع خارج المدينة، حيث أخذتني هي وابنتها في جولة حول مشروعها الخاص بتربية الدجاج، وأخبرتني أنها تربي الطيور لبيعها أو للحصول على اللحوم والبيض.. إنه نموذج بسيط، لكنه فعال سمح لها بالنمو بشكل مطرد». عن «الإندبندنت»
. النساء العاملات في البرنامج يحصلن على 40% من الراتب شهرياً، بينما يتم توفير 60% منه لتكاليف بدء أعمالهن المستقبلية.