وقف الأميركي جينارو ألفونسو في حي كيا فوروم، بمنطقة إنجلوود جنوب ولاية كاليفورنيا، مرتدياً قبعة وقميص فريقه المفضل دودجرز، بينما كان عَلم الفريق يرفرف من شاحنة متوقفة إلى جانبه، بعد الفوز في مباراة عالمية.

غير أن فرحة ألفونسو بالفوز لم تدم طويلاً، ففي صباح اليوم التالي، وبينما كانت الساعة تقترب من الـ11، لم يكن الرجل السبعيني قد تناول طعامه بعد، وقد بدت عليه علامات الحزن والإرهاق، رفع كوب قهوته البلاستيكي الأزرق نصف الفارغ، والدموع تنهمر من عينيه، قائلاً: «هذا كل ما لدي.. لا أعمل، وزوجتي لا تعمل، ولا يوجد عمل، الأسعار مرتفعة للغاية».

وكان ألفونسو واحداً من آلاف الأشخاص الذين حضروا فعالية توزيع الطعام التي أقيمت في حي كيا فوروم، بتنظيم من بنك الطعام الإقليمي في لوس أنجلوس، في اليوم الأول لتوقف تمويل برنامج المساعدة الغذائية التكميلية.

فقد توقفت المساعدات الغذائية الفيدرالية لملايين الأميركيين من ذوي الدخل المحدود، ومن بينهم نحو 5.5 ملايين شخص في ولاية كاليفورنيا، بعد أن أدى إغلاق الحكومة الفيدرالية إلى توقف مكاتب توزيع الطعام عن العمل.

ورغم صدور قرار قضائي فيدرالي يأمر وزارة الزراعة الأميركية باستخدام نحو خمسة مليارات دولار من أموال الطوارئ لتمويل البرنامج خلال فترة الإغلاق، فإن تنفيذ القرار أُجِّل حتى تحديد آلية الصرف المناسبة.

ورأى الخبراء أن هذا القرار القضائي يُعد انتصاراً مؤقتاً لملايين الأميركيين الذين يعتمدون على المساعدات الغذائية، لكنه لا يعني تجنبهم بالكامل لفترة الانقطاع المؤلمة، ولهذا سارعت بنوك الطعام المحلية للاستعداد لموجة جديدة من الطلبات.

وقال المدعي العام لولاية كاليفورنيا، روب بونتا، الذي ساعد مكتبه في رفع دعوى قضائية ضمن تحالف من الولايات التي يقودها الديمقراطيون ضد إدارة ترامب بسبب قطع المساعدات الغذائية، إن الحكم القضائي لن يؤدي إلى إعادة تحميل المبالغ على بطاقات المساعدة مثل «كالفريش» فوراً أو غيرها من البطاقات الأخرى.

وأضاف: «تشير تقديراتنا إلى أن إعادة شحن البطاقات واستخدامها قد تستغرق نحو أسبوع، ما يعني أن الناس سيعانون نقص الغذاء خلال تلك المدة».

وفي صباح يوم جديد، تجمع العشرات من المتطوعين التابعين لبنك الطعام المحلي في لوس أنجلوس أمام المستودع الرئيس، استعداداً لما قد يكون أطول إغلاق حكومي منذ عام 2018، حين استمر الإغلاق 35 يوماً.

وخلال ذلك اليوم، وزّع المتطوعون نحو 5000 حاوية غذائية على السيارات المصطفة في طوابير طويلة، واحتوت كل حاوية على مواد تكفي لإعداد نحو 40 وجبة، تضمنت الحبوب الكاملة، والمنتجات الطازجة، و«التورتيلا»، والتونة المعلبة، واللبن الرائب، والدجاج المجمد.

وقال الرئيس التنفيذي لبنك الطعام في لوس أنجلوس، مايكل فلود: «هذا هو شكل الإغاثة في حالات الكوارث واسعة النطاق، الأمر كله يتعلق بإيصال أكبر قدر ممكن من المساعدات إلى أكبر عدد ممكن من الناس، بأمان وفي أسرع وقت ممكن».

ووفقاً لتصريحات محافظة المدينة كارين باس، يعيش نحو 600 ألف شخص من مستفيدي المساعدات الغذائية في مدينة لوس أنجلوس، وقالت في بيان لها الجمعة الماضي: «لا ينبغي لأي شخص في لوس أنجلوس أن يشعر بالقلق من عدم حصوله على الطعام، بسبب ظروف قاهرة خارجة عن إرادته».

من جانبها، كانت ديانا جاكسون، وهي متطوعة تبلغ من العمر 70 عاماً، تساعد في تحميل صناديق الطعام في السيارات بالقرب من منزلها، وأوضحت أن ابنها كان يقف في الطابور منذ ساعات الصباح الأولى للحصول على المساعدة، مضيفة: «لديه سبعة أطفال، وكان مصمماً على الحضور لتأمين الطعام لعائلته».

في المقابل، جادل محامو وزارة الزراعة الأميركية، بأن مبلغ 5.25 مليارات دولار المخصص للطوارئ، يهدف في الأساس إلى مواجهة الكوارث الطبيعية وغيرها من الأزمات الخارجة عن السيطرة، وأن استخدامه في هذا السياق قد يسبب اضطرابات مالية لاحقة. عن «لوس أنجلوس تايمز»

• 600 ألف شخص من مستفيدي المساعدات الغذائية يعيشون في مدينة لوس أنجلوس.

شاركها.
Exit mobile version