عادت المياه إلى مجاريها، كما يُقال، بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والملياردير إيلون ماسك، بعد أن استقبله الرئيس، لمدة يومين، في فعاليات أُقيمت فبالبيت الأبيض، أخيراً، وذكر ترامب، ماسك، بالاسم في خطاب ألقاه، أول من أمس، بعد دبلوماسية هادئة من قبل مستشاري ترامب، لإصلاح أحد أسوأ الانفصالات في التاريخ السياسي.

وأدى نائب الرئيس، جي دي فانس، وكبيرة موظفي البيت الأبيض، سوزي وايلز، دوراً حاسماً في حل الخلاف، وضمان عودة ماسك إلى الدائرة المقربة من الرئيس، وفقاً لمصادر عدة داخل البيت الأبيض أو مقربين من الرئيس.

وقال مصدر مقرب لصحيفة «واشنطن بوست»: «أكّد كلّ من وايلز وفانس لإيلون أنه يمتلك خط مفتوحاً للاتصال (مع الرئيس)، وأنهما على استعداد وبإمكانهما أن يكونا صوتاً له ووسيطين صادقين في أي مكان يريد إيلون دعم الإدارة فيه»، وأضاف المصدر: «لديه مكان للتعبير عن ذلك بطريقة خاصة، هذا جزء أساسي من الأمر، وكيفما تحقق ذلك، فإنه لن يصبح علنياً، لأن الشيء الوحيد الذي يقدرونه جميعاً ويتمتعون به، هو الثقة المتبادلة بينهم في إمكانية التحدث بشكل خاص وصريح، وهذا ما سمح بهذا التطور».

أما ماسك فقد أبدى بعض الاهتمام بالتأكد من أن الناس يعرفون أنه يريد أن يكون داعماً ومتعاوناً، وفقاً للمصادر نفسها.

تحسّن العلاقة

وذكر مصدر مطلع في البيت الأبيض أن «العلاقة تحسّنت بالفعل»، بعد أكثر من خمسة أشهر من دعوة ماسك المفاجئة لعزل ترامب، وتعهده بتأسيس حزب ثالث قد يقضي على الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي العام المقبل.

وأعربت وايلز عن تقديرها لماسك لأنه «أحدث تأثيراً كبيراً في جهودنا لتقليص حجم الحكومة»، بصفته «قائداً لا يتقاضى أجراً» لوزارة كفاءة الحكومة بين يناير ومايو الماضيين، و«لم يرغب في فقدان ذلك تماماً»، حسبما قال مصدر ثانٍ.

وأفاد مصدر ثالث بأن «إيلون يثق بسوزي وايلز ونائب الرئيس أكثر من أي شخص آخر»، وبأن فانس «يعمل على تخفيف التوترات».

وأثمرت المحادثات الهادئة عندما تحدث ترامب وماسك وجهاً لوجه في جنازة تشارلي كيرك، المؤسس المشارك لمنظمة «نقطة تحول في أميركا»، الذي اغتيل في 21 سبتمبر الماضي في ولاية أريزونا.

سبب رئيس

في غضون ذلك عمل مستشار ترامب، منذ فترة طويلة، وخبير وسائل التواصل الاجتماعي والمدير الجديد لشؤون الموظفين الرئاسيين، دان سكافينو، على إلغاء قرار سلفه سيرجيو غور بسحب ترشيح جاريد إيزاكمن لقيادة وكالة «ناسا»، وهو ما كان سبباً رئيساً في غضب ماسك.

وقال أحد المصادر لصحيفة «نيويورك بوست»: «اعتبر دان أن تصحيح هذا الخطأ مهمة حياته»، وأعاد ترشيح إيزاكمن، وهو رائد فضاء سابق.

وقد تم توديع غور في المكتب البيضاوي في 10 نوفمبر الجاري قبل انتقاله إلى الهند للعمل سفيراً، فيما يعدّه منتقدوه هبوطاً سلساً، بعد أن عرّض أجندة ترامب السياسية للخطر بسبب مظالم شخصية.

وتُعدّ علاقة ترامب مع ماسك، الذي ضخ 290 مليون دولار في الحملات الانتخابية للجمهوريين، العام الماضي، لتعزيز عودة ترامب، أمراً لافتاً، بالنظر إلى عمق الصدام الحاد بينهما. «نيويورك بوست»


تهدئة الأوضاع

حدث تصعيد مذهل، في الخامس من يونيو الماضي، حيث هدد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بوقف تدفق الأموال الفيدرالية إلى شركتَي إيلون ماسك «سبايس إكس» و«تيسلا»، وادعى ماسك أن الرئيس متورط في ملفات تتعلق بجيفري إبستين، المتورط في فضائح جنسية، وبعد فترة من التهدئة، بما في ذلك حذف منشورات عن إبستين، أعلن ماسك، في الخامس من يوليو، أنه سيُشكّل حزباً ثالثاً يُسمى «حزب أميركا» من أجل «إعادة الحرية» للأميركيين، بحسب تعبيره، ما هدد بسحب الأصوات من الجمهوريين، وقال مصدر مطلع في البيت الأبيض: «كان هناك حاجة إلى بعض الوقت لتهدئة الأوضاع، وسوزي وايلز (كبيرة موظفي البيت الأبيض) تمكنت من ذلك»، مضيفاً: «الحقيقة أن دور وايلز كان دائماً دور المُشغلة من وراء الكواليس، حيث تحدد المشكلات وتحاول حلها»، وتابع: «لقد أدت وايلز دائماً دوراً في إصلاح العلاقات حيثما وجدت مصلحة متبادلة، وكان كلّ من وايلز وجي دي فانس (نائب الرئيس) يُشعران إيلون بالراحة في اللجوء إليهما مباشرة عندما يكون لديه شيء يريد مناقشته».

. 290 مليون دولار ضخها ماسك في الحملات الانتخابية للجمهوريين، العام الماضي، لتعزيز عودة ترامب.

شاركها.
Exit mobile version