انطلق صباح اليوم الاثنين الفوج الأول من أهالي محافظة القدس متجهين نحو الديار الحجازية لأداء فريضة الحج لهذا العام، ومع انطلاقهم فُرّغت قوائم الانتظار لحجاج القدس من حواسيب وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، وسيكون بإمكان المقدسيين التسجيل في القرعة للحج بدءا من العام المقبل بعد توقفه منذ عام 2011 بسبب الأعداد الكبيرة المسجلة والفائض في القوائم.
وقال وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية حسام أبو الرب للجزيرة نت إن 6600 فلسطيني سيتّجهون إلى السعودية لأداء فريضة الحج، بينهم 1500 غزّي ممن يمكثون حاليا في مصر، مضيفا أن استعدادات الوزارة اكتملت لمغادرة الحجاج على دفعتين تمتد كل منهما لثلاثة أيام، وتبدأ الدفعة الأولى اليوم الاثنين وتشمل الحجاج الذي سيسافرون برّا.
وأوضح أبو الرب أن 3500 حاج سيصلون إلى السعودية برّا، و3100 سيغادرون إليها جوّا من مصر والأردن، وأن عودة الحجاج إلى فلسطين ستبدأ يوم 11 يونيو/حزيران المقبل.
وتطرق وكيل وزارة الأوقاف إلى تفريغ قوائم الانتظار الخاصة بالمقدسيين بالكامل، وإضافة 300 حاج جديد إليها هذا العام، على أن يتم فتح باب التسجيل من جديد العام المقبل.
حجاج فلسطين فئات متعددة
مدير شركة “مشاعر” للحج والعمرة المقدسي وائل شويكي -الذي سيرافق وطاقم شركته 350 حاجا وحاجة من القدس اختاروا “مشاعر” لتلقي خدماتها هذا العام- أوضح للجزيرة نت كل ما يتعلق بحجاج المدينة، لكنه بدأ حديثه بالقول إن حرب عام 1967 قسمت حجاج فلسطين إلى ثلاث فئات.
الفئة الأولى تشمل حجاج القدس والضفة الغربية، ويتبع هؤلاء مباشرة للسلطة الفلسطينية، وتشمل الفئة الثانية حجاج قطاع غزة الذين يسافرون عادة عن طريق مصر، أما الفئة الثالثة فتضم أهالي الداخل الفلسطيني، وهؤلاء تتم الترتيبات اللازمة لهم عن طريق وزارة الأوقاف الأردنية التي تمثلها في مناطق الداخل “جمعية الحج والعمرة”، ويُستصدر لهؤلاء جوازات سفر أردنية مؤقتة بهدف أداء فريضة الحج.
ويتراوح العدد السنوي لحجاج فلسطين المنحدرين من مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، وفقا لوائل شويكي، بين 5500 و6 آلاف حاج، بالإضافة لقرابة 4500 حاج وحاجة من مناطق الداخل الفلسطيني الذين يحملون جوازات سفر إسرائيلية.
أما فيما يخص حجاج القدس بشكل عام، فيبلغ عدد حجاج المدينة -الذين يحملون الهوية الإسرائيلية الزرقاء التي تصنفهم مقيمين في المدينة لا مواطنين- قرابة 320 سنويا، ويضاف إليهم بين 150 و200 حاج من محافظة القدس ممن يحملون بطاقة الهوية الفلسطينية الخضراء.

قوائم الانتظار أُنجزت
ويتم اختيار الحجاج وفقا لنظام القرعة، ويقول شويكي إنه في عام 2025 الجاري انتهى التسلسل لحجاج القدس، وكان عدد المتبقين في حواسيب الوزارة 440 حاجا أُضيفت لهم القرعة السنوية فأصبح عددهم نحو 700، وأضيف إليهم أيضا -وفقا لوزارة الأوقاف- 300 حاج جديد، وبات نصيب المحافظة هذا العام نحو ألف حاج وحاجة.
ومع إفراغ قوائم الانتظار، تطرق شويكي إلى أنه من المتوقع أن يفتح باب التسجيل لموسم الحج العام المقبل أمام أهالي القدس في شهري نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول المقبلين، وذلك بعد تجميد دام لسنوات بسبب العدد الكبير.
ومن يحالفه الحظ بظهور اسمه عن طريق القرعة يتوجه لأداء الحج، ومن لن يحالفه الحظ يعيد التسجيل في العام الذي يليه ولن يرحّل اسمه تلقائيا كما في السابق.
وينطبق على حجاج القدس برنامج وزارة الأوقاف الفلسطينية الموحد، ويسكن هؤلاء، وفقا لمدير شركة “مشاعر”، في فنادق تصنيفها 5 نجوم بالمدينة المنورة، وفي فنادق مصنفة 3 نجوم في مكة المكرمة وتبعد عن الحرم المكي مسافة كيلومتر واحد.
“انتقلت الوزارة في خدماتها للحجاج نقلة نوعية منذ نحو 6 أعوام، وقبل ذلك كان السكن في بنايات سكنية لا فنادق، أما اليوم فيبيت حجاج فلسطين في فنادق جيدة، وهي نوعا ما قريبة من الحرم المكي، وهذا يُحسب لوزارة الأوقاف الفلسطينية”، أردف شويكي.

الرعاية تبدأ من القدس وتنتهي فيها
وحول الدور المنوط بشركات الحج والعمرة خلال هذه الرحلة الروحانية الاستثنائية، أشار شويكي إلى أن الخطة العامة والتنسيق لكافة حجاج فلسطين هما من مسؤولية وزارة الأوقاف، في حين يكون دور الشركات خدماتيا يشمل إدارة أمور الحجاج ورعايتهم ومتابعتهم والوقوف على متطلباتهم اليومية، وترتيب نقلهم وسكنهم وتصعيدهم إلى عرفة ومزدلفة ومنى، وترتيب عودتهم إلى أرض الوطن.
ويرافق الحجاجَ الفلسطينيين مرشدون وإداريون وبعثة وعظية وطبية بترتيبات ومرافقة من وزارة الأوقاف الفلسطينية، ومن المقدسيين المدرجين في قائمة هذه البعثة عادة الحاج نهاد زغيّر، الذي قال للجزيرة نت إن حجاج القدس ينطلقون عادة من أمام مقر وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية في بلدة العيزرية شرقي القدس نحو جسر الملك حسين “معبر الكرامة”، ومن هناك إلى السعودية، أما حملة الجنسية الإسرائيلية فينطلقون من مناطقهم، وبعثة الحج الأردنية هي المسؤولة عنهم.
وتستأجر وزارة الأوقاف الفلسطينية -وفقا لنهاد زغيّر- السكن الخاص بحجاج فلسطين ويكون عادة في فندق “الأرض المتميزة” بمنطقة “الحفاير” بمكة المكرمة والذي يبعد كيلومترا واحدا عن المسجد الحرام.
وعند سؤاله عن رأيه فيما إذا كانت حصة المقدسيين السنوية من قرعة الحج كافية أم أنها قليلة مقارنة بعدد المتقدمين، أشار زغيّر إلى أن السعودية تعتمد عدد الحجاج لكل دولة وفقا لعدد سكانها، مضيفا أن القدس هي الأولى من حيث عدد المسجلين لأداء فريضة الحج تليها مدينة الخليل.
وختم حديثه للجزيرة بالقول إنه بعد تفريغ حواسيب وزارة الأوقاف الفلسطينية من قوائم الانتظار لحجاج القدس، سيتم اعتماد نظام جديد العام المقبل، لكن الوزارة لم تعلن عن تفاصيله حتى الآن.