أكدت الصين، أمس، أنها لم تزود روسيا بـ«أسلحة فتاكة» في الحرب في أوكرانيا، رافضة اتهامات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنيسكي بهذا الشأن. وقال الناطق باسم الخارجية الصينية لين جيان: «لم تزود الصين يوماً أي طرف في النزاع بأسلحة فتاكة، وتشرف بشكل صارم على السلع ذات الاستخدام، حيث يدرك الطرف الأوكراني ذلك تماماً».
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، إنه يأمل في أن يبقى الأوروبيون منخرطين في المباحثات التي تقودها الولايات المتحدة من أجل إنهاء النزاع في أوكرانيا. وأوضح لصحافيين في مطار «لوبورجيه» الباريسي، أمس: «نرغب في أن يبقوا منخرطين. أظن أن المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا يمكنها مساعدتنا في دفع العجلة في هذا الإطار للاقتراب من حل. رأيت أن أفكارهم كانت مفيدة وبناءة، خلال الاجتماعات التي عقدتها معهم في باريس». وقال روبيو، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيتخلى عن محاولة التوسط لإبرام اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا خلال أيام، إلا إذا ظهرت إشارات واضحة على إمكانية تحقيق ذلك.
وأضاف روبيو بعد اجتماع مع مسؤولين أوروبيين وأوكرانيين في باريس: «لن نستمر في تلك المحاولة لأسابيع وأشهر دون توقف، لذلك نحتاج إلى أن نحدد بسرعة كبيرة حالياً، وأنا أعني في غضون أيام، ما إذا كان الأمر قابلاً للتحقق في الأسابيع القليلة المقبلة».
وتابع: «إذا كان هذا هو الحال فنحن مشاركون، لكن بخلاف ذلك فإن لدينا أولويات أخرى للتركيز عليها». وأشار روبيو، إلى أن ترامب لايزال مهتماً بإبرام اتفاق، غير أنه مستعد للتخلي عن ذلك والمضي قدماً إلا إذا رأى مؤشرات على إحراز تقدم على الفور.
وتعهد ترامب خلال حملته الانتخابية بإنهاء الحرب في أوكرانيا في أول 24 ساعة من عودته للبيت الأبيض، وعدل ذلك عندما تولى المنصب، مشيراً إلى إمكانية إبرام اتفاق بحلول أبريل أو مايو مع تنامي العقبات أمام هذا الهدف. وتعكس تصريحات روبيو تصاعد الإحباط من عدم إحراز تقدم في مبادرات لتسوية تحديات جيوسياسية متزايدة.
على صعيد آخر، قتل شخصان وأصيب ما لا يقل عن 40 شخصاً بجروح جراء ضربات روسية استهدفت الليلة قبل الماضية خاركيف وسومي في شمال شرق أوكرانيا، على ما أعلنت السلطات الأوكرانية.
وفي خاركيف، أفاد رئيس البلدية أيغور تيريخوف عبر «تلغرام»، بمقتل شخص وإصابة 40 بجروح.
وأوضح المسؤول أن القصف تم بواسطة «صاروخ بالستي بذخائر عنقودية، ما يفسر مساحة المنطقة المتضررة الواسعة جداً»، مشيراً إلى إصابة أكثر من 20 مبنى سكنياً. وقال الحاكم المحلي أوليغ سينيغوبوف، إن الهجوم استهدف «منطقة مكتظة بالسكان في خاركيف».
وفي سومي قرب الحدود الروسية، أسفر هجوم بمسيرات عن وقوع قتيل وجريح، بحسب ما أوردت الإدارة العسكرية المحلية عبر «تلغرام».
وتشهد المدن الأوكرانية ضربات روسية شبه يومية رغم محاولات الولايات المتحدة أخيراً لحمل الطرفين على بدء مفاوضات لوضع حد للحرب المستمرة منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا قبل أكثر من ثلاث سنوات.