5/5/2025
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن المقاومة الفلسطينية طورت آليات متعددة لتنفيذ الكمائن ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، مؤكدا أن جنرالات جيش الاحتلال يحذرون من “الغوص في رمال غزة” خشية استنزاف قواتهم.
واعتبر الدويري أن هذه المرحلة تمثل “حرب استنزاف” حقيقية يحذر منها كثير من جنرالات جيش الاحتلال، الذين ينصحون بعدم الغوص في “رمال غزة” لأن الجيش لن يقوى على تحمل الخسائر المتتالية لفترة زمنية طويلة، مما يعكس مخاوف عميقة داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.
وأوضح الدويري -خلال فقرة التحليل العسكري- أن المرحلة الحالية من العمليات في غزة “مختلفة بالمطلق” عن المراحل الثلاث السابقة، حيث اتخذ جيش الاحتلال وضعية دفاعية في المناطق العازلة سواء في الشمال أو في السياج الشرقي أو حتى في منطقة شارع صلاح الدين وموراغ.
ونتيجة لهذا التغير في التكتيك الإسرائيلي، أصبح لزاما على المقاومة تبني أسلوب مختلف في القتال، وهو “حرب العصابات”، حيث لا توجد معارك متحركة تسمح لها بالاشتباك المباشر، وأوضح أن نظام الكمائن يشكل أحد الأوجه الرئيسية لهذه الإستراتيجية الجديدة.
وحسب الدويري فإن المقاومة طورت آليات لتنفيذ الكمائن تتنوع بين “تفجير عين نفق، وزراعة عبوات ناسفة، واستخدام قذائف الياسين”، مؤكدا فعاليتها في إيقاع خسائر في صفوف جيش الاحتلال، حيث إنها تقدم دائما “غلة طيبة” من القتلى والجرحى، مع عودة معظم المقاتلين سالمين إلى المناطق التي انطلقوا منها.
انقسام داخلي
وحول وجود انقسام حاد بين القيادتين العسكرية والسياسية الإسرائيلية، أشار الدويري إلى تباين واضح في المواقف بين رؤية رئيس الأركان إيال زامير والقرارات التي يتخذها المجلس الوزاري المصغر (الكابينت).
وأوضح أن معظم أعضاء هذا المجلس هم سياسيون لم يخدموا في الجيش أصلا مثل الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، ولا تتوافر لديهم خلفية معرفية أو عسكرية، بل تحركهم الأطماع والأيديولوجيا.
وتوقع الخبير العسكري أن تكون نسبة الاستجابة إلى خطط استدعاء جنود الاحتياط لا تتجاوز 50%، موضحا أن جيش الاحتلال يحتاج إلى 12 ألف جندي، منهم 7500 للوحدات المقاتلة.
وأشار إلى أن هؤلاء سيتم إرسالهم إلى الضفة الغربية أو إلى حدود لبنان أو إلى حدود سوريا، وذلك لسحب القوات النظامية المرابطة هناك وإرسالها إلى غزة، في محاولة لتعويض النقص وتكثيف الضغط العسكري على القطاع.
مخططات التهجير
وحذر الدويري من خطورة مخططات التهجير التي يسعى الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذها في قطاع غزة، منتقدا مفهوم “الحماية” الذي تروج له إسرائيل، مؤكدا أنه يعيد العالم إلى حقبة المعتقلات النازية التي يتباكى اليهود عليها لغاية الآن.
ولفت إلى أن هذه المخططات تهدف إلى تغيير “التوزيع الديمغرافي” في القطاع، مستعرضا أرقام توزيع السكان في القطاع:
- 50 ألف فلسطيني في منطقة الشمال.
- مليون في غزة.
- 900 ألف في منطقة المخيمات ومنطقة المواصي ومنطقة دير البلح.
وتساءل: “هل سيتم دفع كل هذه المجموعة إلى المنطقة البالغة 75 كيلومترا مربعا ما بين موراغ وشارع صلاح الدين؟”
وفيما يتعلق برفض رئيس الأركان الإسرائيلي الإشراف على توزيع المساعدات في غزة، حذر الدويري من مفهوم “الحماية” الذي تسوقه إسرائيل عبر إقامة “بوابات إلكترونية”، ووصف ذلك بأنه يمثل “المقاربة النازية في إنشاء الغيتوهات” التي يدّعي الإسرائيليون أنهم كانوا ضحيتها في الماضي.
وكانت القناة 12 الإسرائيلية قد نقلت عن رئيس الأركان الإسرائيلي، قوله إن جنوده لن يوزعوا مساعدات في غزة، وأنه ليس مستعدا لسماع ذلك، متعهدا بعدم تعريض الجنود للخطر من أجل توزيع الماء والخبز على حشود غاضبة جائعة، ولكنه قال إن إسرائيل ستعمل على تأمين المنطقة الإنسانية وستسمح لمنظمات دولية بالتوزيع.