بدأ عناصر من الحرس الوطني الوصول الى مدينة لوس أنجليس صباح الأحد بعدما أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإرسالهم، في انتشار نادر ضد رغبة حاكم الولاية يأتي عقب اندلاع احتجاجات اتسم بعضها بالعنف على خلفية عمليات دهم شديدة لتنفيذ قوانين الهجرة.

وأعلن الرئيس الجمهوري السيطرة الفيدرالية على جيش ولاية كالفورنيا لإدخال عناصره إلى ثاني كبرى مدن البلاد، في قرار اعتبره الحاكم الديموقراطي غافين نيوسوم بأنه “تحريضي”. وهي المرة الأولى منذ عقود يتم نشر عناصر الحرس الوطني من دون موافقة حاكم الولاية المعنية.

وانتشر عناصر بزيهم العسكري وأسلحتهم الآلية ودروعهم قرب بلدية المدينة الواقعة على الساحل الغربي للبلاد، وسط دعوات لـ”تحرك كبير” أمام المبنى الثانية بعد الظهر (21:00 ت غ).

وقال الجيش الأميركي إن 300 جندي من الفرقة القتالية للواء المشاة 79 تم نشرهم في ثلاثة مواقع مختلفة في منطقة لوس أنجلس الكبرى وهم “يتولون حماية الممتلكات والطواقم الفدرالية”.

يأتي ذلك بعد يومين من مواجهات أطلق خلالها عناصر فدراليون القنابل الصوتية وقنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه حشد خرج للتعبير عن غضبه من توقيف عشرات المهاجرين في المدينة التي تضم جالية لاتينية كبيرة.

وأكد جمهوريون الأحد وقوفهم إلى جانب ترامب في رفض تصريحات لنيوسوم وغيره من المسؤولين المحليين اعتبروا فيها أن الاحتجاجات سلمية بغالبيتها وأن نشر الحرس الوطني من شأنه أن يفاقم التوترات.

وقال رئيس مجلس النواب مايك جونسون لشبكة إيه بي سي “لست قلقا من ذلك على الإطلاق”، معتبرا أن نيوسوم “أظهر عجزا أو عدم استعداد للقيام بما يقتضيه الأمر هناك، لذا تدخّل الرئيس”.

وتعليقا على تلويح وزير الدفاع بيت هيغسيث بالاستعانة بمشاة البحرية (المارينز) لمؤازرة الحرس الوطني، قال جونسون إنه لا يرى مبالغة في ذلك، مضيفا “علينا أن نكون جاهزين للقيام بما يلزم”.

وكان نيوسوم لفت في منشور على منصة إكس السبت إلى أن “السلطات تريد مشهدية. لا تمنحوها ذلك. لا تستخدموا العنف. عبّروا عن مواقفكم بسلمية”.

وقالت النائبة عن كاليفورنيا نانيت باراغان في تصريح لشبكة سي ان ان الأحد إن من يرتكبون العنف “يجب توقيفهم… لكن ليس هذا ما يحدث”.

وتابعت “نحن أمام إدارة تستهدف احتجاجات سلمية… الرئيس يرسل الحرس الوطني لأن المشاهد لا تعجبه”.

وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت إن “الرئيس ترامب وقّع مذكرة رئاسية لنشر ألفي عنصر من الحرس الوطني للتعامل مع حالة الفوضى التي سُمح لها بالتفاقم”، محمّلة المسؤولية لمسؤولي كاليفورنيا الديموقراطيين “العديمي الفائدة”.

وأكدت أن “إدارة ترامب لديها سياسة صفر تسامح إزاء السلوك الإجرامي والعنف، خصوصا عندما يستهدف هذا العنف ضباط إنفاذ القانون الذين يحاولون القيام بوظائفهم”.

وهنّأ ترامب الحرس على “أداء المهمة بشكل جيّد” قبيل منتصف ليل السبت.

وتتم الاستعانة عادة بالحرس الوطني (وهو جيش احتياطي) لدى وقوع كوارث طبيعية على غرار حرائق لوس أنجليس، وأحيانا في حالات الاضطرابات المدنية، لكن ذلك يقترن إجمالا بموافقة المسؤولين السياسيين المحليين.

وأوضح الناشط الأميركي كينيث روس الذي كان رئيسا لمنظمة هيومن رايتس ووتش، أنها المرة الأولى منذ العام 1965 ينشر رئيس الحرس الوطني دون طلب من حاكم الولاية. ورأى أن ترامب “يقوم باستعراض ليواصل مداهمات الهجرة”.

لكن وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم شددت في تصريحات لشبكة “سي بي أس” على أن أفراد الحرس الوطني “مدربون خصيصا على التعامل مع هذه الحالات من تحركات الجموع”.

 

شاركها.
Exit mobile version