أدى الجفاف في «تكيرداغ» شمال غرب تركيا إلى استنزاف المياه الصالحة للشرب عند السدود الرئيسة في المنطقة، ما يضغط على البنية التحتية ويتسبب في انقطاع المياه عن بعض المنازل منذ أسابيع، وذلك بسبب الانخفاض الحاد في هطول الأمطار بالبلاد العام الجاري.
وتقول السلطات إن الجفاف مشكلة حرجة، فيما حذرت أقاليم عدة من محدودية إمدادات المياه العذبة هذا الصيف.
وشهدت مناطق مختلفة في إزمير، ثالث أكبر الأقاليم من حيث عدد السكان في تركيا، انقطاعات متكررة للمياه الشهر الجاري، فيما تم إبلاغ بلدية إقليم «أوشاك» غرب البلاد مطلع الأسبوع بأنها ستتلقى المياه لست ساعات فقط يومياً مع استنزاف خزان المياه الرئيس.
وتشير بيانات هيئة الأرصاد الجوية التركية إلى انخفاض معدل هطول الأمطار بنسبة 71% في يوليو في أنحاء البلاد مقارنة بالعام الماضي.
وفي منطقة «مرمرة»، التي تضم تكيرداغ وإسطنبول، انخفض معدل هطول الأمطار بنسبة 95% عن المعدل الشهري المعتاد في يوليو.
وفي الأشهر الـ10 الماضية، انخفض معدل هطول الأمطار 32% في مرمرة مقارنة بالمعدل المعتاد، في حين انخفض بنسبة 26% في جميع أنحاء تركيا إلى أدنى مستوى له في 52 عاماً.
كما انخفض منسوب المياه عند سد «نايب» في «تكيرداغ» إلى (صفر في المئة) في أغسطس الحالي، لعدم هطول أي أمطار خلال يونيو ويوليو 2025. وأجبر ذلك السلطات على إيجاد بدائل مثل توفير مياه الري للاستخدام المنزلي، وبناء منظومة ضخ لتوصيل المياه إلى المناطق الحضرية.
ووفقاً لهيئة الأشغال الهيدروليكية الحكومية، فقد بلغ منسوب مياه السد 21% في الفترة نفسها من العام الماضي.
وقال مدير إدارة المياه والصرف الصحي في تكيرداغ، محمد علي شيشمانلار، إن «هطول الأمطار في المنطقة انخفض بشكل كبير خلال السنوات الـ10 الماضية، وإن الجفاف الشديد على مدى العامين الماضيين أدى إلى تكرار انقطاع المياه في بعض المناطق هذا الصيف».
وأضاف: «نحن أكثر المناطق والأقاليم تضرراً من الجفاف في تركيا»، عازياً ذلك إلى تغير المناخ.
وتستخدم مياه سد «تركمانلي»، التي تستعمل عادة في الري، لتزويد منطقة «مرمرة إريجليسي» في تكيرداغ بالمياه بسبب انقطاع المياه في بعض الأحياء.
وأوضح شيشمانلار أن شركة «تيسكي» تعمل على حفر آبار جديدة لاستخدام المياه الجوفية، وهو إجراء غير مفضل في العادة، لافتاً إلى أن المياه الجوفية أصبحت بمرور السنين تحت عمقها الأصلي بواقع المثلين.
وقال محمد (70 عاماً)، الذي يعيش في حي «ديراجزي» مع عائلته، إن «المياه مقطوعة عن منزلهم منذ شهرين، ما يعوق الاستحمام وأداء الأعمال المنزلية ويضطرهم إلى جلب المياه من مناطق مجاورة في زجاجات كبيرة».
وأضاف وهو يقف بين أكوام من الأطباق المتسخة في المطبخ: «أعيش في قذارة منذ شهرين».
وذكر أن آخر مرة اغتسل فيها كانت عندما ذهب إلى إسطنبول على بعد 130 كيلومتراً تقريباً.
بدورها، قالت زوجته فاطمة (65 عاماً) إن «العائلة سهرت الليل كي تملأ العبوات الزجاجية في حال عودة إمدادات المياه».
من جهته، قال ريمزي كاراباس (71 عاماً) إنه يذهب إلى إسطنبول لغسل ملابسه، وإنه سئم العيش في تكيرداغ، وأضاف: «سنغادر قريباً، ماذا عسانا أن نفعل هنا؟ المياه لا تأتي أبداً».