يسعى رئيس الإكوادور، دانيال نوبوا، لاستقدام جيوش أجنبية للمساعدة في مكافحة عنف العصابات في البلاد، ففي مقابلة له مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) مساء الثلاثاء الماضي، قال نوبوا، إنه يريد انضمام الجيوش الأميركية والأوروبية والبرازيلية إلى «حربه» على العصابات، مصرّحاً بأن بلاده بحاجة إلى مزيد من القوات المسلحة لمحاربة الجماعات الإجرامية.
وكان الزعيم الإكوادوري قد دعا سابقاً إلى قوات دولية لدعم جهود البلاد في مكافحة العصابات. وفي مقابلة إذاعية محلية في وقت سابق من هذا الشهر، قال نوبوا، إن حكومته «تُجري بالفعل محادثات» لتلقي دعم عسكري أجنبي لمقاطعات مثل غواياس المعروفة بارتفاع معدلات الجريمة فيها، لكنه لم يُحدد الدول المشاركة في المحادثات.
وقال لإذاعة «غواياكيل»: «لدينا خطة مُعدّة بالتعاون مع وكالات إنفاذ القانون، ووزارة الداخلية، ووزارة الدفاع، والقوات المسلحة، ومركز الاستخبارات الاستراتيجية، بالإضافة إلى المساعدة والدعم الدوليين من القوات الخاصة. هذا أمرٌ ضروري».
وتعرضت الإكوادور لموجات من عنف العصابات، غالباً ما ترتبط بتجارة المخدرات، ما دفع الحكومة إلى اتخاذ سلسلة من الإجراءات الاستثنائية، بما في ذلك حملة قمع على مستوى البلاد العام الماضي، وعفو استباقي عن ضباط إنفاذ القانون الذين يحاربون العصابات، وإعلان حالة الطوارئ.
ووفقاً لأرقام الحكومة، شهدت بداية العام مستوى غير مسبوق من العنف، مع أكثر من ألف جريمة قتل. وتشير بيانات مركز أبحاث الجريمة المنظمة «إنسايت كرايم» إلى أن الإكوادور لديها أعلى معدل جرائم قتل في أميركا اللاتينية.
وتأتي تكتيكات نوبوا، المتصاعدة ضد العصابات، في الوقت الذي تستعد فيه الإكوادور لجولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية، الشهر المقبل. ولم يحقق نوبوا أغلبية مطلقة في الانتخابات العامة التي جرت الشهر الماضي، ومنذ ذلك الحين عزز نهجه الصارم في مكافحة الجريمة، وهو نهج انتقدته جماعات حقوق الإنسان وانتقدته بشدة منافسته والمرشحة أمامه في الانتخابات، لويزا غونزاليس، حليفة الرئيس اليساري السابق رافائيل كوريا، التي تتهمه بأنه زعيم «يمثل الخوف».
ووصف نوبوا العديد من العصابات في البلاد بأنها جماعات إرهابية. وفي حديثه لـ«بي بي سي»، دعا نوبوا الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى القيام بالمثل.
وقدمت وزارة الخارجية الأميركية للإكوادور 81 مليون دولار منذ عام 2018 لمساعدة البلاد في مكافحة الجريمة المنظمة والمخدرات. كما أبرم البلدان اتفاقية تسمح بإرسال عسكريين ومدنيين أميركيين إلى الإكوادور، مع بقائهم تحت السيطرة الأميركية عند الحاجة.
وفي يناير جلس نوبوا وزوجته في مقدمة مراسم تنصيب ترامب يصفقان بينما تعهد الرئيس بمحاربة الكارتلات واستعادة «القانون والنظام».
وعلى عكس الرئيسة المكسيكية، كلوديا شينباوم، التي رفضت رفضاً قاطعاً تدخل القوات الأجنبية ضد «الكارتلات» في بلادها، يسعى نوبوا جاهداً إلى ذلك.
ومن المتوقع أن يكون اجتماعه المرتقب وجهاً لوجه مع ترامب أكثر نداءاته المباشرة حتى الآن للحصول على دعم الولايات المتحدة.
وقبل مغادرته إلى فلوريدا، تناول نوبوا أيضاً تحسن علاقات الإكوادور مع الولايات المتحدة. وقال لإذاعة «سنترو»: «نحن من الدول القليلة التي استؤنفت فيها برامج التعاون. نعمل على الأمن وعلى توفير فرص عمل حتى لا يغادر الناس. وقد احترمت الولايات المتحدة هذه العلاقة». عن «الإيكونوميست»
. وزارة الخارجية الأميركية قدمت للإكوادور 81 مليون دولار منذ عام 2018 لمساعدة البلاد في مكافحة الجريمة المنظمة والمخدرات.