تحدث الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو»، مارك روته، خلال مقابلة مع قناة «سي بي إس» الأميركية، الأسبوع الماضي، عن مستجدات الحرب التجارية والصراع في أوكرانيا، ويرى روته أن الحرب التجارية لا تؤثر على التحالف الغربي والإنفاق الدفاعي، بينما يعتقد أن الأميركيين يعملون جاهدين على إنهاء القتال في أوكرانيا.
وفي ما يلي مقتطفات من المقابلة:
■ كررت أنت ووزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، مراراً أن هذه الحرب التجارية لا تؤثر في حلف شمال الأطلسي، لكن كيف يمكن ألا يكون لهذا التوتر بين الحلفاء أي تأثير؟ وهل أنتم قلقون من أن الدول الأوروبية ستتجه نحو أسواق أخرى، ربما أرخص، مثل الصين؟
■■ أنا لا أقول إنها لا تؤثر في الحلفاء كأعضاء منفردين، الحرب التجارية لا تؤثر في التحالف، أنا وماركو روبيو متفقان لأن التحالف يركز على ضمان قدرتنا على مواجهة التهديد الروسي، ويمكننا ضمان قدرتنا على دعم أوكرانيا قدر الإمكان، بشكل جماعي تحت القيادة الأميركية، لتحقيق سلام دائم، وهذا هو محور تركيزنا خلال اليومين الماضيين.
■ في أوروبا، كما تعلمون، ربط الرجل الذي كان مسؤولاً عن خطة مارشال وأسهم في إعادة الإعمار بعد الحرب العالمية الثانية، بين الصحة الاقتصادية والاستقرار السياسي والسلام.. ألا تصعب هذه التوترات مهمتكم قليلاً؟
■■ نعم، أنت محق، هناك توترات بين الحلفاء بسبب هذه المسألة – مسألة الرسوم الجمركية، لكن هذا لا يخص التحالف ككل، لأنه قد يكون هناك تأثير على الاقتصادات، لكن ليس لدرجة أن يؤثر في دفاعنا الجماعي، هذا هو اعتقادي الراسخ.
■ هناك طلب من الولايات المتحدة ودعوة وجهتها بنفسك لزيادة الإنفاق الدفاعي.. صحيح؟ إذاً ستُعقد القمة المقبلة في يونيو، ومن المتوقع أن يرفع القادة هناك هدف الإنفاق العسكري من 2% إلى 3%، تريد إدارة ترامب إنفاق نحو 5% على الدفاع لكل دولة، وفي الوقت نفسه، تعمل أميركا على إصلاح علاقتها مع روسيا.
■■ حسناً، أولاً في ما يتعلق بمسألة الولايات المتحدة وروسيا، ما فعله ترامب منذ توليه منصبه هو كسر الجمود في ما يتعلق بهذه الحرب المروعة في أوكرانيا، لأنه يتعين علينا وقف القتل، ووقف القتال، وأشيد به على ذلك، ويجب أن أقول إن الحلفاء الأوروبيين يدعمون بشكل كامل الجهود الأميركية لإنهاء هذه الحرب بشكل عادل ودائم، وعلينا أن نرى إلى أي مدى يمكننا الوصول في ذلك.
ما أعنيه هو أن الإدارة الأميركية تعمل على ذلك ليلاً ونهاراً، وهو أمر مهم، وعندما يتعلق الأمر بالإنفاق الدفاعي خلال الشهرين الماضيين هنا في الجانب الأوروبي من حلف «الناتو»، فإن حجم المليارات الواردة مذهل. ويجب مقارنة هذا بأيام الحرب الباردة، عندما تنظر إلى إجمالي الإنفاق الدفاعي الذي يزداد الآن في أوروبا، وعلينا الاستمرار في ذلك، لأنه كما قلت في ديسمبر إذا التزمنا بنسبة 2% القديمة، فلن نتمكن من الدفاع عن أنفسنا هنا في غضون ثلاث إلى خمس سنوات.
■ لكن في الوقت نفسه الذي يدعو فيه ترامب إلى اتفاق سلام في أوكرانيا، هناك جهد موازٍ ومنفصل لإصلاح علاقة أميركا مع روسيا. وتجري مناقشة إعادة فتح المرافق الدبلوماسية، إذاً ألا يقوض تقارب الولايات المتحدة مع روسيا جهودكم لمواجهة روسيا؟
■■ حسناً، لست متأكداً من أنني سأشارككم تقييمكم الكامل لما تفعله الولايات المتحدة وروسيا في الوقت الحالي، بالطبع لم أكن حاضراً في القاعة أثناء كل هذه المحادثات، لكن ما أراه من بعيد وأسمعه من زملائي الأميركيين، بمن فيهم الرئيس، هو أن هناك جهداً لإنهاء هذه الحرب.
■ إدارة ترامب تريد وقف إطلاق نار شامل في أوكرانيا، لكن الروس لن يوافقوا إلا على وقف جزئي، هل أنتم قلقون من أن روسيا تملي شروطها؟
■■ لا لست قلقاً، لأنني تحدثت مع ماركو روبيو، وأنا على تواصل منتظم مع أعضاء الإدارة الأميركية الآخرين، وأعتقد أنهم يحاولون خطوة بخطوة الوصول إلى وضعٍ يمكن أن تنتهي فيه هذه الحرب. عن «سي بي إس»