رغم محاولات الأمير هاري المتكررة للتقارب مع العائلة المالكة البريطانية، وإعادة بناء الجسور المُهدّمة، فإن عودته لم تلقَ الترحيب المأمول، ويبدو أن الأبواب لاتزال مغلقة أمامه، خصوصاً من جانب الملكة كاميلا، التي أكّدت مصادر مقربة من العائلة المالكة أنها «لن تسامحه أبداً» على ما جاء في مذكراته الصادمة التي حملت عنوان «سبير».
صدر كتاب الأمير هاري عام 2023، وأثار عاصفة من الجدل داخل الأوساط الملكية والشعبية، لما تضمنه من تصريحات نارية وانتقادات حادة، لاسيما تجاه زوجة والده الملك تشارلز، الملكة كاميلا، إذ وصفها هاري في الكتاب بـ«الشريرة»، وكشف عن محاولاته هو وشقيقه الأمير ويليام، ثني والدهما عن الزواج بها قبل زفافهما عام 2005.
وعلى الرغم من أن الأمير هاري، الذي احتفل أخيراً بعيد ميلاده الـ41، أعرب سابقاً عن رغبته في التصالح مع عائلته، فإن المقربين من الأسرة المالكة يرون أن ذلك لن يكون سهلاً، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بكاميلا (77 عاماً) التي لا تنسى بسهولة من أساء إليها، ولا تسامح من طعنها في كرامتها.
ونقلت صحيفة «التايمز» البريطانية عن أحد المطلعين على شؤون العائلة المالكة في بريطانيا، قوله: «كان هاري قاسياً جداً في حديثه عن كاميلا، سواء بالكلام أو في كتابه، وهي ليست من النوع الذي يصفح أو ينسى بسهولة، قد يسامحه بعض أفراد العائلة، لكنهم لن ينسوا أبداً ما فعله».
وأضاف المصدر ذاته، أن العائلة المالكة البريطانية تُعرف بذاكرتها القوية، مشيراً إلى أن هاري يبدو غير نادم على ما كتبه، بل يواصل تصريحاته الانتقادية وكأن شيئاً لم يكن.
وتضمنت مذكرات «سبير»، أيضاً، اتهامات مباشرة من الأمير هاري للملكة كاميلا بأنها لعبت «لعبة طويلة الأمد»، هدفها النهائي كان الزواج من الملك تشارلز، والوصول إلى التاج الملكي، كما عبّر عن مشاعره المعقدة تجاه كاميلا، وكتب: «ظننت أنها ضحت بي في سبيل تحسين صورتها أمام الرأي العام».
ولم يخلُ الكتاب من روايات شخصية مؤلمة، إذ وصف هاري أول لقاء له مع كاميلا بأنه كان «مثل الحقنة»، مضيفاً: «إذا أغلقت عينيك، فلن تشعر بها»، في إشارة إلى رغبته في تجاهل وجودها أو عدم التفاعل معها.
وبحسب التقارير، فقد تركت هذه التصريحات أثراً بالغاً في نفس كاميلا، التي شعرت «بالأذى العميق» من كلمات ابن زوجها، ويُقال إن ما ورد في الكتاب تسبب في جرحٍ لم يندمل بعد داخل أروقة العائلة المالكة، بل ربما زاد من عمق الخلافات بينهم، لتصبح المصالحة مسألة شديدة التعقيد، إن لم تكن مستحيلة.
ورغم المساعي الخجولة التي يبذلها الأمير هاري، بين الحين والآخر، للعودة إلى حضن العائلة، فإن شبح الماضي، وما كُتب في «سبير»، يظلان حاضرين بقوة، كجدار عالٍ يفصل بينه وبين صفح العائلة عنه. عن «ميرور»