تعمل إدارة البيت الأبيض على تشديد إجراءات التجنيس، وبات اجتياز الامتحان الشفهي المطلوب للمهاجرين الراغبين في الحصول على الجنسية الأميركية صعباً، كما أن الاختبار الجديد الذي يبدأ العمل به هذا الشهر أطول.

وسيتعين على حاملي البطاقة الخضراء الذين يتقدمون بطلب للحصول على الجنسية بعد 20 أكتوبر، الإجابة عن ضعف عدد الأسئلة بشكل صحيح خلال مقابلة التربية المدنية التي تختبر معرفتهم بتاريخ الولايات المتحدة، وسياساتها وحكومتها، وهي إحدى الخطوات الأخيرة في عملية التجنيس، كما ستزداد قائمة الأسئلة المحتملة، وستتضمن أسئلة أكثر صعوبة.

الاختبار الجديد

وقال المتحدث باسم خدمات المواطنة والهجرة الأميركية، ماثيو تراغيسر، في بيان له، عند الإعلان عن التغييرات أخيراً، إن «الاختبار الجديد سيضمن اندماج من ينضمون إلينا كمواطنين بشكل كامل، وسيسهمون في عظمة أميركا».

ويعد هذا مجرد تغيير من تغييرات عدة أقرتها إدارة ترامب لجعل الحصول على الجنسية أكثر صعوبة، في إطار سعيها الأوسع إلى الحد من قدرة المهاجرين وحاملي التأشيرات على دخول الولايات المتحدة أو البقاء أو الاستقرار فيها.

ويتطلب اختبار الجنسية – الذي تستخدمه دائرة خدمات المواطنة والهجرة الأميركية منذ عام 2008 – إجابة المتقدمين عن ستة أسئلة بشكل صحيح من أصل 10.

أما الاختبار الجديد فيتطلب 12 إجابة صحيحة من أصل 20، وستزداد قائمة الأسئلة المحتملة التي يختارها الموظف من 100 إلى 128، وسيكون العديد منها أكثر صعوبة.

وتتضمن أسئلة حول العطلات والجغرافيا الأميركية، وغيرها من الأسئلة ذات الإجابات القصيرة، مثل: «ما هو المحيط على الساحل الغربي للولايات المتحدة؟»، ويتم تقليصها أو إلغاؤها واستبدالها بأسئلة أكثر صعوبة، مثل: «لماذا دخلت الولايات المتحدة حرب الخليج؟».

والإجابة، وفقاً للدليل: «لإجبار الجيش العراقي على الخروج من الكويت»، وسؤال جديد آخر: لماذا دخلت الولايات المتحدة حرب فيتنام؟ والإجابة، وفقاً للدليل: «لوقف انتشار الشيوعية».

إسهامات مجتمعية

إلى جانب اختبار التربية المدنية الأكثر صرامة، سيتعين على المتقدمين للحصول على الجنسية أيضاً، إقناع مسؤول الهجرة بتمتعهم «بحسن السيرة والسلوك».

وحتى الآن، كان خلوّ سجل المتقدّم من أي سلوك سيئ أو إجرامي كافياً، أما الآن فسيُطلب منه تقديم أدلة على «إسهاماته الإيجابية في المجتمع الأميركي».

كما سيُجري مسؤولو الهجرة فحصاً أكثر صرامة لخلفيات المتقدّمين، وقد يشمل ذلك إجراء مقابلات مع زملاء العمل أو أفراد العائلة أو الجيران.

ويقول المدافعون عن حقوق الأشخاص الذين يساعدون في الاستعداد لاختبار الجنسية، إن التغييرات تمثّل عقبات إضافية في عملية صعبة ومعقدة أصلاً.

من جهتها، قالت المديرة القانونية لمركز موارد أميركا الوسطى في لوس أنجلوس الذي يُقدّم دورات في المواطنة، جولي ميتشل: «من الصعب تخيل أن هذه التغييرات ليس لها تأثير سلبي على عدد الأشخاص القادرين على مواصلة عملية التجنيس».

وتابعت ميتشل: «لاسيما أن هذه التغييرات ستؤثر في الأفراد ذوي مستويات الإلمام بالقراءة والكتابة المنخفضة، وأولئك الذين لا يستطيعون الوصول إلى الفصول الدراسية والمواد التحضيرية».

وأضافت أن عملية التجنيس قد تصبح أكثر غموضاً، نظراً إلى عدم وضوح المعايير التي سيستخدمها مسؤولو الهجرة لتقييم «حسن السيرة والسلوك».

وفي حديثه في واشنطن، الشهر الماضي، قال مدير دائرة خدمات المواطنة والهجرة الأميركية، جوزيف إدلو، إن الاختبار الحالي «سهل للغاية»، لأن بعض الأسئلة تتطلب إجابات بسيطة، مثل تسمية حاكم ولاية المتقدّم، أو عطلتين فيدراليتين.

وأوضح إدلو: «نحن بحاجة إلى معرفة المزيد، خصوصاً إذا أردنا أن نفهم حقاً ما إذا كان لدى الشخص التزام حقيقي بالدستور، كما يقتضي القانون».

لكن أستاذة قانون الهجرة في جامعة فرجينيا، أماندا فروست، مؤلفة كتاب «أنت لست أميركياً»، وهو كتاب يتناول تاريخ حرمان المتقدمين من الجنسية، قالت إنه على الرغم من أن اشتراط تجاوز المتقدمين للجنسية، للعقبات أمر مناسب، فإنه لا يوجد دليل على أن عملية التجنيس الحالية بها عيوب، متسائلة: «هل هناك أي دليل على أننا نسمح بتجنيس أشخاص لا يشاركوننا قيمنا، ولا يُؤهلون للمشاركة الفعالة في ديمقراطيتنا؟».

وتابعت: «لا أرى أي دليل على ذلك». وتشير إلى أن نحو نصف الشركات ضمن قائمة «فورتشن 500» أسسها مهاجرون أو أبناؤهم.

وأضافت فروست: «أولئك الذين يتجنسون، وأبناؤهم، يزدهرون في الولايات المتحدة ويعودون بالنفع على هذا البلد».

عدم اليقين

وقضى بعض المتقدمين للحصول على الجنسية سنوات لإنهاء المعاملات الورقية والمقابلات، إضافة إلى التحضير لاختبار الجنسية.

وبعد أكثر من 10 سنوات من حصول البوليفية، سارة خوسيه على البطاقة الخضراء، قررت أن تصبح مواطنة يحق لها التصويت. وتقول: «جميعنا الآن عالقون في حالة من عدم اليقين».

وتُموّل دائرة الهجرة بشكل كبير من رسوم الطلبات، لذلك فعادة ما تبقى مفتوحة خلال فترة الإغلاق الحكومي.

لكن مديرها، إدلو صرح في منشور على موقع «إكس» بأن الخدمات التي تُقدّم للجمهور، مثل المقابلات ومراسم التجنيس، قد تتأخر. وأضاف أن الدائرة «تأسف لأي آثار سلبية، لكن يجب عليها ضمان امتثالها للقانون».

وليس من الواضح عدد مواعيد دائرة خدمات المواطنة والهجرة الأميركية، أو مراسم أداء القسم التي أُلغيت على مستوى البلاد.

وتُدرج الدائرة إغلاق مكاتبها الميدانية على صفحة إلكترونية، لكنها لا تقدّم إجمالي المراسم الملغاة. وقد انتشرت تقارير غير رسمية على الإنترنت حول مراسم أداء قسم أخرى ألغيت، أضف إلى ذلك التغييرات السريعة العديدة التي طرأت على سياسات الهجرة الأميركية خلال الأشهر التسعة الماضية، ولاشك في أن القلق بين من يسعون للحصول على الجنسية الأميركية سيزداد.

وتنعكس آثار الجمود السياسي في واشنطن على الحياة اليومية، وربما على مستقبل أولئك الذين يأملون اعتبار الولايات المتحدة وطنهم الدائم. عن «إن بي آر»


أسئلة عشوائية

سيتضمن اختبار المواطنة والتربية المدنية لعام 2025 عدداً أكبر من الأسئلة المحتملة. وللنجاح سيحتاج المتقدّم إلى الإجابة عن 12 سؤالاً منها بشكل صحيح، بدلاً من ستة، كما في الاختبار القديم.

ومثل الاختبار القديم، لايزال الاختبار شفهياً يُجريه موظف في خدمات المواطنة والهجرة الأميركية، لكن على عكس الاختبار القديم، بمجرد أن يجيب الشخص عن عدد كافٍ من الأسئلة إما للنجاح أو الرسوب، يمكن للموظف التوقف عن طرح الأسئلة.

• إلى جانب اختبار التربية المدنية الأكثر صرامة، سيتعين على المتقدمين للحصول على الجنسية، أيضاً، إقناع مسؤول الهجرة بتمتعهم «بحسن السيرة والسلوك».

• سيتعين على حاملي البطاقة الخضراء الذين يتقدّمون بطلب للحصول على الجنسية بعد 20 أكتوبر، الإجابة عن ضعف عدد الأسئلة بشكل صحيح خلال مقابلة التربية المدنية.

شاركها.