قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن من المتوقع أن تقدم أوكرانيا أحدث مقترحاتها للسلام إلى المفاوضين الأمريكيين يوم الأربعاء، قبل يوم من محادثات عاجلة مع قادة ومسؤولين من حوالي 30 دولة تدعم جهود كييف لإنهاء الحرب مع روسيا بشروط مقبولة.
إن هدف واشنطن المتمثل في التوصل إلى تسوية سريعة لوقف القتال الذي أعقب الغزو الروسي واسع النطاق في أوائل عام 2022، يقلل من مساحة كييف للمناورة.
ويسير زيلينسكي على حبل مشدود بين الدفاع عن المصالح الأوكرانية وبين الإشارة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى استعداده لتقديم بعض التنازلات، حتى مع عدم إظهار موسكو أي علامات علنية على التراجع عن مطالبها المتطرفة.
ويدعم حلفاء أوكرانيا الأوروبيون جهود زيلينسكي لضمان أن تكون أي تسوية عادلة وتردع الهجمات الروسية في المستقبل، مع مراعاة المصالح الدفاعية لأوروبا.
وقالت الحكومة الفرنسية إن حلفاء أوكرانيا، الذين يطلق عليهم اسم “تحالف الراغبين”، سيناقشون المفاوضات عبر الفيديو يوم الخميس. وقال زيلينسكي إن الاجتماع سيشمل زعماء تلك الدول.
وقال في وقت متأخر من مساء الثلاثاء “نحن بحاجة إلى جمع 30 زميلا بسرعة كبيرة. والأمر ليس سهلا، لكننا سنفعله مع ذلك”.
وقال المستشار الألماني فريدريش ميرز في برلين “إننا نشهد حاليا زخما دبلوماسيا كبيرا” في جهود السلام.
وقال زيلينسكي إن المناقشات مع الولايات المتحدة، المقرر إجراؤها في وقت لاحق يوم الأربعاء، ستركز على وثيقة تحدد خطط إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية في أوكرانيا بعد الحرب.
كما تقوم أوكرانيا بوضع اللمسات الأخيرة على إطار عمل منفصل مكون من 20 نقطة لإنهاء الحرب، والذي سيقدمه زيلينسكي إلى واشنطن في المستقبل القريب.
ومع تصاعد التوتر حول مساعي ترامب للتوصل إلى تسوية ودعواته لإجراء انتخابات في أوكرانيا، قال زيلينسكي إن بلاده ستكون جاهزة لمثل هذا التصويت في غضون ثلاثة أشهر إذا تمكن الشركاء من ضمان الاقتراع الآمن أثناء الحرب وإذا كان من الممكن تغيير قانونها الانتخابي.
وكان انفتاح زيلينسكي على الانتخابات ردا على تعليقات ترامب التي شكك فيها في ديمقراطية أوكرانيا وأشار إلى أن الزعيم الأوكراني يستخدم الحرب كذريعة لعدم الوقوف أمام الناخبين.
وتعكس هذه التعليقات تصريحات مماثلة كثيرا ما أدلت بها موسكو لنزع الشرعية عن الحكومة في كييف.
وقال زيلينسكي للصحفيين في وقت متأخر من يوم الثلاثاء إنه “مستعد” لإجراء الانتخابات لكنه سيحتاج إلى مساعدة من الولايات المتحدة وربما أوروبا لضمان أمنها.
وأشار إلى أن أوكرانيا قد تكون مستعدة لإجراء الاقتراع خلال 60 إلى 90 يوما إذا تم استيفاء هذا الشرط.
وقال زيلينسكي: “لإجراء الانتخابات، يجب معالجة قضيتين: في المقام الأول، الأمن – كيفية إجرائها، وكيفية القيام بذلك تحت الضربات، وفي ظل الهجمات الصاروخية؛ وسؤال يتعلق بجيشنا – كيف سيصوتون”.
وأضاف “والمسألة الثانية هي الإطار التشريعي اللازم لضمان شرعية الانتخابات”.
وفي وقت سابق، أشار زيلينسكي إلى أن الاقتراع لا يمكن أن يتم بشكل قانوني بينما تظل الأحكام العرفية، التي فُرضت بعد الغزو الروسي، سارية. وتساءل أيضًا كيف يمكن إجراء التصويت عندما تتعرض المناطق المدنية في أوكرانيا للقصف من قبل روسيا وحوالي 20٪ من البلاد تحت احتلال موسكو.
وقال زيلينسكي إنه طلب من المشرعين من حزبه وضع مقترحات تشريعية تسمح بإجراء انتخابات بينما تخضع أوكرانيا للأحكام العرفية.
لقد أيد الأوكرانيون بشكل عام حجج زيلينسكي ولم يطالبوا بإجراء انتخابات. وبموجب القانون المعمول به، فإن حكم زيلينسكي شرعي.
تراجع الدعم العسكري لأوكرانيا
ومع ذلك، فإن الدعم الأوروبي غير متساوٍ، وهذا يعني انخفاضًا في الدعم العسكري منذ أن قطعت إدارة ترامب هذا العام الإمدادات عن كييف ما لم تدفع دول الناتو الأخرى ثمنها.
قالت هيئة ألمانية تتابع المساعدات الدولية لأوكرانيا، اليوم الأربعاء، إن المساعدات العسكرية الأجنبية لأوكرانيا انخفضت بشكل حاد خلال الصيف واستمر هذا الاتجاه خلال شهري سبتمبر وأكتوبر.
وبلغ متوسط المساعدات السنوية، المقدمة بشكل رئيسي من الولايات المتحدة وأوروبا، حوالي 41.6 مليار يورو بين عامي 2022 و2024. لكن حتى الآن هذا العام تلقت كييف 32.5 مليار يورو فقط، حسبما ذكر معهد كيل.
وفي هذا العام، قامت الدانمرك وفنلندا والنرويج والسويد بزيادة مساعداتها لأوكرانيا بشكل كبير. وفي الوقت نفسه، ضاعفت ألمانيا متوسط مخصصاتها الشهرية ثلاث مرات تقريبًا، وزادت فرنسا والمملكة المتحدة مساهماتها بأكثر من الضعف، حسبما ذكر معهد كيل.
من ناحية أخرى، لم تسجل إسبانيا أي دعم عسكري جديد لكييف في عام 2025، بينما خفضت إيطاليا مساهماتها المنخفضة بنسبة 15% مقارنة بالفترة من 2022 إلى 2024.
