أفادت خبيرة الذكاء الاصطناعي في إفريقيا، لافينا راكيسون (47 عاماً)، التي تعمل مستشارة في الاتحاد الإفريقي للذكاء الاصطناعي، بأنها تعتقد أن هناك الكثير من الابتكارات المأخوذة عن الذكاء الاصطناعي، والتي تأتي بسبب الحاجة أو الضرورة، وقالت راكيسون، التي تلقب في إفريقيا بـ«أم الذكاء الاصطناعي»، في مقابلة مع صحيفة «إلباييس» الإسبانية، إن «قطاع الصحة أكثر ما يمكن أن يستفيد من الذكاء الاصطناعي كحل للكثير من المشكلات»، وفي ما يلي مقتطفات من المقابلة.

■ كيف يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي في تطوير إفريقيا؟

■■ يتم ذلك عبر طرق عدة، وأرغب في أن أذكر العديد من الأمثلة التي تجسد إمكاناته، وهناك شاب في أوغندا في الـ16 من عمره ابتكر تطبيقاً للذكاء الاصطناعي ساعد جدته على تحسين أداء مزرعة عائلتها، باستخدام معلومات عن المحصولات والحصاد والأرصاد الجوية، وقد نجح التطبيق بشكل كبير لدرجة أن مزارعين آخرين في المنطقة بدأوا باستخدامه، وحقق نتائج ممتازة أيضاً.

■ هل الزراعة هي القطاع الأكثر استفادة من التكنولوجيا؟

■■ أعتقد أنها القطاع الثاني بعد الصحة، حيث يمكن للتكنولوجيا الإسهام بشكل كبير في تحسين الموارد النادرة، في زامبيا يعملون على تحويل نظامهم الصحي إلى نظام رقمي بالكامل لتحسين كفاءة الوصول إلى المرافق الصحية وتوفير الأدوية لاسيما في المناطق الريفية.

■ هل هناك مشكلات هيكلية تحتاج الدول الإفريقية إلى حلها كي تستطيع التقنية الوصول إلى كامل إمكاناتها؟

■■ في إفريقيا كما هي الحال في أي مكان آخر، تعمل التكنولوجيا في أنظمة بيئية موسّعة، وتتطلب أساليب متعددة الأبعاد لتحقيق أقصى استفادة منها، ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعدنا في توفير الطاقة وتقليل هدر الطعام، لنفترض أن نيجيريا لديها فائض وغانا لديها عجز، فإنه يمكننا هنا تلبية هذه الحاجة بأقصى سرعة، ولكن لتحقيق ذلك علينا إحراز تقدم في مجال حرية حركة البضائع والأشخاص. ويعد الذكاء الاصطناعي أداة تتيح لنا التوسع، وتحسّن أداءنا.

■ هل يمكن التفاؤل بشأن إمكانية تشجيع الذكاء الاصطناعي للقادة الأفارقة على قيادة التحول الرقمي؟

■■ أتمنى ذلك، بالتأكيد سيدفعنا إلى الأمام كقارة للتفكير في كيفية استخدام هذه الأداة الجديدة لتحقيق أقصى قدر من المنافع الاجتماعية.

■ هل هناك مخاطر من أننا سنتعرض للانبهار بالذكاء الاصطناعي، ما قد يدفعنا إلى التخلي عن أدوات أقل تطوراً، وإن كانت أكثر فاعلية، في سياقات معينة؟

■■ يتبادر إلى الذهن الأموال المتنقلة، أي المعاملات الاقتصادية عبر الرسائل النصية، وهي شائعة جداً في «إفريقيا جنوب الصحراء»، والتي نشأت في القارة لمعالجة نقص الاتصال بالإنترنت، وسمحت بتدفق الأموال بحرية أكبر، وهو نظام قائم على بنية تحتية نعتبرها اليوم شبه بدائية، لقد حسّن هذا النظام حياة ملايين الأفارقة الذين لا يملكون حساباً مصرفياً أو اتصالاً مستقراً بالإنترنت.

■ هل يوجد نهج إفريقي حقيقي لمعالجة الفجوة بين الجنسين في التدريبات التكنولوجية والمهن؟

■■ ذكرت دراسات أخيرة لـ«اليونسكو» أنه مقابل كل 100 رجل إفريقي مدربين على برنامج «آكسل» يوجد 40 امرأة، ولهذا علينا الكثير الذي يجب القيام به، أما في المجال السياسي فهناك تقدم ملحوظ، وهناك العديد من الوزيرات في الحكومات الإفريقية.

■ هل من قبيل الغطرسة الاعتقاد بأن التكنولوجيا يمكن أن تكون الحل؟

■■ في الواقع سؤال وجودي إلى حد ما، وينطوي على معضلات ملحة، فهل تعتمد البشرية على التكنولوجيا لحل مشكلاتها، أم تستخدم التكنولوجيا لتطوير نفسها، أم أن البشر يتجهون نحو الروبوتات بشكل متزايد، والذكاء الاصطناعي يتجه نحو الإنسانية بشكل متزايد؟ لتجنب الانغماس في هذا الوضع علينا العودة إلى رؤية أساسية للبشر ككائنات متفائلة ولطيفة بطبيعتها.   عن «إلباييس»

شاركها.