ليس سراً أن العديد من المشرّعين الأميركيين من أصحاب الملايين، لكنّ قلة منهم لديهم ثروات تنافس ما يملكه عمالقة الأعمال، فقد جمع أغنى أعضاء الكونغرس الحاليون أو ورثوا ثروات طائلة من قطاعات متنوعة، كالرعاية الصحية والتكنولوجيا وتجارة السيارات.
وفي ما يلي بعض أغنى أعضاء المؤسسة التشريعية الأميركية، وصافي ثرواتهم التقديرية، وقصص نجاحهم، وكيف حافظوا على ثرواتهم، وتبدو هذه التجارب الشخصية بمثابة جولة في عالم الأعمال، من المستشفيات والبرمجيات والعقارات والسندات وغيرها، ما يظهر أن السلطة في واشنطن غالباً ما تدعمها الثروة.
إمبراطورية الرعاية الصحية
يعد السيناتور ريك سكوت أغنى عضو في الكونغرس الأميركي، بفضل فترة عمله في بناء إمبراطورية مستشفيات «كولومبيا إتش سي إيه».
وعلى الرغم من مغادرته هذه الإمبراطورية وسط جدل قانوني، فقد خرج ومعه 300 مليون دولار من الأسهم، وتعويضات نهاية الخدمة.
ومن المعروف أنه أنفق 63 مليون دولار من ماله الخاص في أول انتخابات له، ومنذ ذلك الحين ازدادت استثماراته.
ويقضي سكوت الآن فترة ولايته الثانية في مجلس الشيوخ، وتقدّر ثروته بين 300 و550 مليون دولار.
رائد أعمال تقني
جمع الجمهوري من كاليفورنيا، داريل إدوارد، ثروته من أجهزة إنذار السيارات، حيث أسس شركة «دايركتد إلكترونيكس»، وطور نظام إنذار «فايبر»، مردداً عبارة: «الرجاء الابتعاد عن السيارة» الشهيرة بنفسه، وبعد بيع شركته مقابل مبلغ ضخم، استثمر إدوارد في العقارات والسندات، وعندما عاد إلى الكونغرس عام 2021، جلب معه إحدى أكبر الثروات إلى الكونغرس بصافي ثروة يقدّر بمئات الملايين.
مجموعة مذهلة من الأصول
جمع ديف ماكورميك، الذي انضم حديثاً إلى مجلس الشيوخ عام 2025، ثروته من خلال عمله رئيساً تنفيذياً لشركة «بريدج ووتر أسوشيتس»، أكبر صندوق تحوط في العالم.
وماكورميك، خريج «ويست بوينت»، ومحارب قديم في الجيش الأميركي، يجمع بين خبراته العسكرية وثروته من القطاع الخاص.
وكشفت إفصاحاته عن مجموعة مذهلة من الأصول، شملت أسهم صناديق التحوط والأراضي الزراعية، وبثروة صافية بين 120 و290 مليون دولار، دخل ماكورميك الكونغرس وهو من أغنى أعضائه.
إمبراطور تجارة السيارات
جمع النائب فيرن بوكانان ثروته بالطريقة التقليدية، من خلال بيع السيارات، وامتلك هذا الجمهوري من فلوريدا نحو 20 وكالة سيارات في وقت ما، واستثمر أرباحه في العقارات والتمويل، وبوكانان، المليونير العصامي، يقدر صافي ثروته بأقل من 250 مليون دولار، وهو أحد أغنى أعضاء الكونغرس، ومناصر دائم للسياسات الداعمة للأعمال.
مستثمرة استراتيجية
تنبع ثروة رئيسة مجلس النواب السابقة، نانسي بيلوسي، بشكل كبير من مهارة زوجها بول بيلوسي في الاستثمار. وتشمل محفظتهما الاستثمارية أسهماً في العقارات والتكنولوجيا والإعلام، لاسيما في شركات «أبل» و«ألفابت» و«ديزني»، وبينما تقول بيلوسي إن أصولها متواضعة، فقد أسهم تداول بول في نمو ثروتها بشكل هائل على مر السنين، وبفضل ثروتها تعد واحدة من أغنى نساء واشنطن، ومحط أنظار نقاشات حول الشفافية المالية في الكونغرس.
رجل أعمال الاتصالات
بنى السيناتور مارك وارنر مسيرة مهنية مربحة، بوصفه رائد أعمال في مجال التكنولوجيا والاتصالات قبل دخوله الخدمة العامة، وفي ثمانينات القرن الماضي، شارك في تأسيس شركة استثمرت في وقت مبكر في تكنولوجيا الهواتف الخلوية والشركات الناشئة، بما في ذلك «نكستل»، واستثمر وارنر هذا النجاح في السياسة، وأصبح حاكماً لولاية فرجينيا، وعضواً في مجلس الشيوخ الأميركي.
ويعد وارنر – وهو الآن في ولايته الثالثة – أحد أنجح أعضاء الكونغرس مالياً، حيث تعكس ثروته الصافية عقوداً من الاستثمارات الاستراتيجية في التكنولوجيا.
تضارب المصالح
وبينما تدل ثروات هؤلاء السياسيين على فطنتهم التجارية، هناك تساؤلات تثار حول كيفية جمع بعضهم لثرواتهم، ولطالما أزعجت اتهامات تضارب المصالح أعضاء الكونغرس لسنوات، وعلى سبيل المثال أثارت الاستثمارات الاستراتيجية لنانسي بيلوسي، التي يقوم بها زوجها في معظمها، تساؤلات، وكذلك توقيت بعض صفقات الأسهم.
أما آخرون، مثل ريك سكوت، فقد بنوا ثرواتهم في قطاعات غالباً ما تتقاطع مع الإجراءات التشريعية، ما يثير مخاوف بشأن أخلاقيات تراكم هذه الثروة، وبينما لا ينخرط كل مشرّع ثري في أنشطة غير مشروعة، فإن التداخل بين السياسة والربح غالباً ما يكون مجالاً رمادياً يجده الكثيرون مقلقاً. عن «ديلي كولر»
. معظم ثروة رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، جنتها من مهارة زوجها بول بيلوسي في الاستثمار.
. بينما لا ينخرط كل مشرّع ثري في أنشطة غير مشروعة، فإن التداخل بين السياسة والربح غالباً ما يكون مجالاً رمادياً يجده الكثيرون مقلقاً.