إذا أوقف الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، تمويل أوكرانيا فإن أوروبا ستكون عاجزة عن تعويض الإمدادات الأميركية، ويرى نائب وكيل وزارة الدفاع الأميركي السابق والخبير في استراتيجية الأمن والتكنولوجيا، ستيفن براين، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لن يتفاوض حتى يحقق أهدافه.. وفي ما يلي مقتطفات من الحوار الذي أجرته معه صحيفة «أيجا تايمز»:
. في رأيك، ماذا يجب أن نتوقع من إدارة ترامب بشأن أوكرانيا؟ هل تعتقد أن هناك احتمالاً واقعياً للحوار بين الولايات المتحدة وروسيا لإنهاء الحرب؟
.. هذا يعتمد كثيراً على سلوك الرئيس الروسي، وأعتقد أن ترامب يريد التفاوض مع بوتين، لكن الأخير، على الأقل حتى الآن، يريد الفوز بالحرب في أوكرانيا، أو نحو ذلك، قبل أن ينخرط مع ترامب، لذلك فهو نوع من الاستعراض.
هناك قضايا أكثر أهمية بكثير من أوكرانيا، وهي مستقبل حلف شمال الأطلسي «الناتو»، وتوزيع القوات النووية، وكيفية الحد من التهديد بين أوروبا (بما في ذلك الولايات المتحدة) وروسيا، ويريد بوتين التحدث مع ترامب حول كل هذه الموضوعات، وأكثر من ذلك بكثير.
. ما مطالب روسيا في مثل هذه المفاوضات؟
.. لدى روسيا قائمة طويلة بما تريده في ما يتعلق بأوكرانيا، في البداية تسعى روسيا إلى إقامة دولة صديقة من دون أي صلة بحلف شمال الأطلسي، ويزعم بعض حلفاء ترامب، مثل معهد «أميركا أولاً للسياسة»، أن أوكرانيا يجب أن تنتظر 20 عاماً قبل أن تتمكن من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وهذا أمر غير وارد لأن الروس يريدون خروج حلف شمال الأطلسي من أوكرانيا تماماً، الآن وفي المستقبل، ولا أعتقد أن روسيا مستعدة للتفاوض على أي شيء أقل من ذلك طالما أنها تفوز بالحرب.
كما تريد روسيا أيضاً أن تكون أوكرانيا منزوعة السلاح، وفي حين أن هناك مجالاً للتسوية، يبدو أن روسيا تريد منع أي صراع عسكري مستقبلي في أوكرانيا.
وفي ما يتصل بكييف وحكومتها، فإن المستقبل غير مؤكد إلى حد كبير، ومن المهم للغاية معرفة من هو المحاور الأوكراني، لأنه من غير المرجح أن يكون حكومة بقيادة فولوديمير زيلينسكي، وقد لا يستغرق الأمر سوى أسابيع أو بضعة أشهر، قبل انهيار حكومة زيلينسكي بسبب الوضع في ساحة المعركة.
. وفقاً لصحيفة «التلغراف»، قد تتضمن خطة ترامب للسلام نشر قوات أوروبية في منطقة عازلة على طول خطوط المواجهة الحالية، كيف ترى هذا النهج؟
.. لقد رأيت هذه الفكرة تطفو هنا في الولايات المتحدة، ومن ناحية يُفهم أن أي مستشار لترامب لن يسمح للقوات الأميركية بالوجود في أوكرانيا، حتى كقوات حفظ سلام، وبعيداً عن هذه الملاحظة فإن فكرة وضع قوات أوروبية على الأرض في أوكرانيا لن تكون مقبولة لدى روسيا.
الحقيقة أن فكرة أي قوة حفظ سلام من الخارج في أوكرانيا تفترض أن الحرب ستؤول إلى حالة من الجمود.
. في ساحة المعركة، تشير التقارير إلى أن روسيا شنت هجوماً مضاداً حول كورسك، وفي منطقة دونباس يبدو أن كييف تتعرض لضغوط كبيرة، هل يمكنك أن تشاركنا وجهة نظرك بشأن الوضع الحالي؟
.. هناك تقارير تفيد بأن روسيا جمعت قوة «جديدة» كبيرة تراوح بين 50 ألفاً و100 ألف جندي، ويقول البعض إنهم سيُنشرون في كورسك، ويقول آخرون إنهم سيشكلون جزءاً من هجوم جديد في منطقة زافوريز، وفي كورسك يستخدم الأوكرانيون بعضاً من أفضل وحداتهم وأحدث معداتهم، لكنهم يتراجعون.
لا أعرف ما الجدول الزمني الذي يرغب بوتين في تنفيذه لإكمال العمليات في كورسك، لكنني أشك في أنه سيدخل بمفاوضات حتى تتم استعادة جميع الأراضي الروسية.
هل يعني هذا الالتزام بإرسال 50 إلى 100 ألف جندي إضافي؟ ربما.. لا يمكن استبعاد ذلك. عن «أيجا تايمز»