في هذه الأثناء، توعد زعيم حزب الله حسن نصر الله في بيروت بـ”العقاب العادل” للهجمات التي استمرت يومين باستخدام أجهزة الاتصال اللاسلكي وأجهزة النداء، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 30 شخصا وإصابة الآلاف، ويعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل هي التي نفذتها.
شنت إسرائيل موجة جديدة من الغارات على جنوب لبنان في محاولة لاستهداف وتدمير البنية التحتية لحزب الله، بحسب ما أعلنه جيش الدفاع الإسرائيلي.
ويأتي هذا الهجوم في أعقاب هجوم مماثل نفذه حزب الله، الذي شن سلسلة جديدة من الغارات بطائرات بدون طيار على شمال إسرائيل يوم الخميس.
وفي بيروت، اخترقت طائرات مقاتلة إسرائيلية حاجز الصوت، وحلقت على ارتفاع منخفض فوق العاصمة اللبنانية، فيما بدأ زعيم حزب الله حسن نصر الله خطابا متلفزا لأول مرة منذ الانفجارات المستهدفة لأجهزة النداء واللاسلكي في جميع أنحاء البلاد، واصفا إياها بأنها “ضربة شديدة” تجاوزت “الخط الأحمر”.
وتوعد نصر الله بـ”العقاب العادل” للهجمات التي استمرت يومين وأسفرت عن مقتل أكثر من 30 شخصا وجرح الآلاف ويعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل هي التي نفذتها.
وقال مخاطبا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: “لن تتمكن من إعادة سكان الشمال إلى الشمال… لا تصعيد عسكري ولا عمليات قتل ولا اغتيالات ولا حرب شاملة يمكنها إعادة السكان (الإسرائيليين) إلى الحدود”.
ويبدو أن انفجارات الأجهزة كانت تتويجا لعملية استمرت عدة أشهر نفذتها إسرائيل لاستهداف أكبر عدد ممكن من أعضاء حزب الله في وقت واحد.
على مدى يومين، انفجرت أجهزة النداء وأجهزة الاتصال اللاسلكية التي يستخدمها حزب الله، مما أدى إلى إصابة بعض المقاتلين وتشويه المدنيين المرتبطين بالفروع الاجتماعية للحزب ومقتل طفلين على الأقل.
ورغم أن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها رسميا عن الهجمات، فإن مسؤولا كبيرا سابقا في جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الموساد وصف العملية بأنها “ناجحة”.
وقالت سيما شاين، الباحثة البارزة في معهد دراسات الأمن القومي، في مقابلة: “في نهاية المطاف، إنه مزيج من ثلاثة عناصر تعمل بشكل مثالي، وهي الاستخبارات من ناحية، والتكنولوجيا من ناحية أخرى، والقدرات التشغيلية”.
وأضاف شاين “إن هذا الجمع بين الثلاثة جعل هذا الحدث، هذه العملية، ناجحة”.
“وأعتقد أن من المهم أن نذكر أن العملية كانت موجهة ضد عناصر حزب الله، وليس ضد أي مدنيين. ربما كان هناك مدني أو اثنان على مقربة من مكان العملية وأصيبا بجروح. لكن هدف العملية كان موجهاً ضد عناصر حزب الله”.
ووصفت الحكومة الإسرائيلية الآن ما يحدث بأنه “عصر جديد” من الحرب التي تهدف إلى إنهاء إطلاق النار عبر الحدود من قبل المجموعة المدعومة من إيران للسماح لعشرات الآلاف من الإسرائيليين بالعودة إلى منازلهم بالقرب من الحدود.
في هذه الأثناء، رفضت السلطات البلغارية مزاعم بشأن شحن أجهزة متفجرة عبر أراضي الدولة الواقعة في البلقان.
وجاء ذلك رداً على ما نشرته وسائل إعلام زعمت أن شركة مسجلة في بلغاريا زودت منظمة حزب الله اللبنانية بأجهزة متفجرة.